موجة ...غارقة

هنالك
خلف السياج الحجري الاثم
بين أثر لشاطيء متآكل
وذاك الرصيف الجاثم علي حافة الطريق البحري
في المقعد الملقي بعيدا
بالأمس انتظرتك
انتظرتك
أيتها الموجة الصاخبة
آملا أن تتبادلي معي الغضب
بينما
كنت هناك في ركن قصي من البحر
نائمة، خامدة، كسولة، وربما مستباحة
انتظرتك
كي تساند غضبي
لكنك أحجمت عن الحضور.
***

منذ متي استكانتك للسكون المتربص وما يشبه العدم
ومتي أذعنت لبحر راكد ومخملي
يبث الطمأنينة حينا
وحينا عند قوسه البعيد يبث الفزع من النهايات
كيف انسلخت من ثورتك وفورتك وعنفوانك
حتي أتيت هنا
بلا زبد تبيض له صفحة الماء القريبة
ولا رذاذ عفي يجوب الآفاق منتشيا
ولم أنت شاخصة عن بعد هكذا إلي العتمة
في المدينة التي زهدت متعة الشغف بالبدايات
تمنيت أن تداهمي بسطوة الرذاذ
جدران مدينتي المهادنة
وأن
تعوضيني


عن بعد تقاسمني ظمأ الجسد وتوق الأورجازم والحرية

***

تخلت موجة الغضب
تداعت
أتركها خلفي
لم يبق سوي النكوص للشوارع المهانة
للبشر الغياب
وأكاذيب الشيخ والمطران
والآمر والسجان

***

قدماي تنهيانني للمدينة المنهكة