روضة الثقافة والادب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أطبقت أجفانى عليك / للشاعر يحى السماوى

اذهب الى الأسفل

أطبقت  أجفانى  عليك  / للشاعر  يحى السماوى Empty أطبقت أجفانى عليك / للشاعر يحى السماوى

مُساهمة  نسمة الأربعاء ديسمبر 05, 2007 1:25 pm

ديـــــوان
لــ يحيى السمــاوي


مــدخــل:
يقول عن ديوانه في مكان آخر:
عبارة عن "صحن ورقي" ملئ بشيء من صراخي في بريّة هذا العالم وأنا أفتش
بين خرائب العصر عن وطنٍ أضعته منذ أعلنت عصياني على الخطيئة...
القصـــائــد

قُـرَّتْ بكِ الأحـلام
مُقَلي لوجهكِ ـ إنْ صَحَوْتُ ـ سميرُ// وإذا غَفـَوتُ فَخيمةٌ وسـريرُ شاءَ الهـوى أن يصطفيكِ لِمعـزفي//لحناً على شَفَةِ الـهيامِ يـدورُ هل كـان عُجْـباً أن يُقَبِّلَ قَيْـدَهُ// قلبي ويفدي الآسِرَ المأسـورُ ؟ أزهـرتِ أيامي فَشـوكُ مسـائِها// وردٌ وأحْجارُ النّهـارِ حـريـرُ "الأربعـونَ وثُمنهُا" ما اخْضَـر َّفي// بستانِها لـولا هـواكِ حـبورُ إني بكـأسِ العشقِ يا حقـلَ المُنى// لا بالطِّلا وكــؤوسِهِ مخـمورُ قُرَّتْ بكِ الأحـلامُ قبلَ نواظـري// فـأنا بهـا وصـبابتي مقــرورُ حَدَّثْتُ عنكِ العـاشقينَ فَأطـرَقتْ// " ليلى" وأجْهَشَ "قيسُها" و "كُثيرُ" وَتَنهَّــدتْ صَـنّاجةٌ بـدويّـةٌ// وتَزيَّتِ العـشبَ النّديَّ صخـورُ

استعطف الأشواق صبراً
أنا خَيمةٌ وأحِبَّتي الأوتادُ // عَذُبَتْ بِهم كأسي وطابَ الزّادُ ما كان أشقاني وقد وَقَفَ النَّوى // ما بيننا وَتَعَـذَّرَ الأنجادُ ! كانوا عِمادي فانْتَهَيتُ بِمُقفِرٍ // فَغَديّ وحاضرُ يومِـهِ أضدادُ أودَعتُـهم نَبضَ الجذورِ ودِفئَها // أتفوحُ دونَ جذورِها الأورادُ
يَبُسَتْ ينابيعي وَأصحَرَ روضُها // وأتى على مُقلِ الزّهورِ رمادُ وتَدَثَّرتْ بخريفِها مُـدُنُ الهوى // واغتاظ من ميلادِهِ الميـلادُ تَعِبت هوادجُ غربتي فاسْتَوحَشتْ // دربي وعَزَّ على اللّسانِ الضّادُ أمشي فَيَخذِلُني حُطـامُ تَجلُّدِي // ويُخَبئُ الدّمعَ الـذليلَ مِـدادُ أستعْطف الأشواقَ صبراً والهوى // يُغضي .. وطبعُ صَبابتي اسْتبدادُ فَأمـدُّ كفّاً للضَّياعِ يقـودني // فَيَمدُّ فكّـاً في الضّياعِ قِيـادُ مَرَّتْ فصولُ العمرِ وهي جَديبةٌ // فمتى يُريحُ الغارسيَن حَصادُ ؟

يَا حَـالِمـاً بِالُمستَحيِل
يا حَالماً بالمستحيلِ : إليكَ عن هذا الطّريقِ الوَهْمِ إنَّ البحرَ يجهل ما مُكابدةَ الشّرَاعِ ويجهلُ الجمرُ ارتعاشَ ندى المساءِ على خدودِ الأقحُوانِ فالْجمْ فؤادَكَ .. لستَ أوَّلَ خاسرٍ ياقوتَهُ الطينَّي والنخلَ المُطَرَّزَ بالجُمانِ تَعِبَتْ مناديلُ الوداعِ وليسَ من ريح فَتنبِضُ بالهوى النّشوانِ أرصفةُ المواني ويُنادم التنّورُ نفحَ الزّعفرانِ فالجمْ فؤادكَ لستَ أوَّلَ عاشقٍ خَذَلتهُ " ليلى " فـ" المُلَوَّحُ " كلَّ آنِ يَنْسَلُّ من رَحِمِ النّخيلِ مُشَيَّعَ الأحلامِ ملقىً فوق أرصفةِ الهوانِ
القـضيـــــّة
قضيتي أني بلا قضية في وطنٍ يمتدُّ من قُبّعة الشرطيِّ حتى غُرفِ الأقبية السريّهْ حيثُ الصلاةُ شُبهةٌ والمكرماتُ شبهةٌ وشبهةٌ أن لا يؤدي شرفُ التحيهْ للوثن المُطِلِّ من دفاتر الدرس ومن نوافذ البيوتِ.. أبواب الحوانيتِ.. ومن أرصفةِ الشوارعِ الخلفيهْ من كل شيء ـ ما خلا.. المرافق الصحيّهْ! وشبهةٌ أن لا يكون الرأس سنديانة لخوذةٍ واليد مشجباً لبندقيهْ وشبهة أخطر أن تقول: إن الله وحده الذي حُقَّت لهُ عَبادةُ الرّعيهْ


***


لك الله يـا قـلبي
عَقَدْتُ على طين الفـراتِ قِرانيا // فَمَهْري عفافٌ .. والوفاءُ صـِداقيا تكـادُ طيوفُ الأهلِ حين تزورني // تُقَرِّحُ من بعــد النوى أجـفانيا [i]"يقولون ليلى في العـراق مريضةٌ" // وما علمــوا أن المريضَ عِراقيا
بكيتُ على أهل العـراقَ ولم أكنْ // على هـجرِ ليلى أو بثينةَ بـاكيا رَعيْتُ لهم عـهد الوفاءِ ومـا أنا // لعـهدِ ســلاطينِ الغوايةِ راعيا عرفتُ لـذاذاتِ الـحياةِ جميعها // فما ذقتُ أحلى من هدى إسلاميا نَذَرْتُ شبابي يا سفوحَ كهـولتي // ومائي وبستان الطموحِ : أضاحيا سقى اللهُ حبلاً في الضميرِ يـردُّني // إذا راوَدَتْ دربَ النُهى أقـْداميا رضيتُ بنـزفي والطريقُ طـويلةٌ // وأعلم أنَ الخــطوَ أصبحَ واهِيا إذا أمة الإسلام أشـمسَ فجـرُها //فقد زال حــرماني وهان مصابيا
وداعـاً عـراقَ الطـيبين فإنني // أُهَيِّيءُ من عـامين زادَ رِكابيا .. وما قيمةُ ابنِ الأرضِ دونَ بلادهِ // وأعرفُ أني لن أزورَ بــلاديا ! فيا شمسَ نصفِ العمرِ آنَ غروبُها // على عجلٍ هـلاَّ لَثَمتِ صباحيا ؟ "تذكرتُ مَنْ يبكي عليَّ فلم أجِدْ" // سوى الحزنِ والتشريدِ يصرخ راثيا! نَقَشْتُ على جِذْعِ الزمانِ وَصيَّتي // وأودعتُ سِرِّي والعـهودَ رفاقيا:
إذا الآلةُ الحـدباءُ حان مسيرهُا // فلا تودِعوا غيرَ الحـجازِ رُفاتيا ! فقبرٌ بمكـة أو بطـيِّبةِ الثـرى // طماحُ شريدٍ فارفقوا بِطِـماحيا ويا ربُّ يسـر لليمين كـتابها // فإني كما تدري أخــاف شماليا ورَطِّبْ ترابي من رضـاكَ فإنه // ربيعي وقد سادَ الخـريفُ حياتيا
سلامٌ عراقَ النائمينَ على الأسـى // سـلامٌ وأدري لن تَرُدَّ سـلاميا! سلامُ على الأطفالِ حيث تقافزوا // من الجوعِ لا لـهواً وليس تصابِيا سلامٌ على أرض السلامِ يسوطها // عدوُّ سلامٍ قد تطـاوَلَ باغـيا ! سلامٌ على مَنْ لن تـردَّ تَحـيَّتي // ولن ترتجي بعد الرحيل جَـوابيا ! سلامٌ على درب الجـهادِ وسائرٍ / على الدربِ أثرىَ بالمسيرِ جهاديا

تعِب الطريقُ من الخُطى
كاللُّصِّ.. في حَذَرٍ أطِلُّ عليكِ من ثُقْبٍ بذاكرتي أرشُّ على صَباياكِ التّحايا والنّعاسَ على جفونِ العاشقينَ وأرْتدَي في غَفْلةٍ مِن شرطةِ الطُّرقاتِ ثوباً من تراب الدَّرْبِ ألثمُ نخلةَ البَرحِيِّ وسطَ الحوشِ أفترشُ الحصيرَ الخوصَ أو ظِلا بركنِ ! كاللُّصِّ.. أدخلُ خلسةً بيتي وأدعو للعشاءِ الجارَ : خبزٌ من شعير الحقلِ.. تمرٌ.. طاسةٌ من جدولِ البستانِ.. تينٌ أنضَجَتْهُ الشمسُ قبل أوَانِهِ.. لَبنٌ خضيضٌ ـ ذاك بالأمسِ العشاءُ ـ وربما زادَتْهُ أمّي بالدّعاءِ العذبِ عافيةً وزادَ الدِّفءَ فنجانٌ وعَزْفُ ربابةٍ ما كان أعذَبهُ عشاءَ الأمسِ ! كان الفقرُ يُشْبِعُنا ويُلْبِسُنا ملاءَةَ مُطْمئنِّ
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى