روضة الثقافة والادب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفريسة //رواية لميكل كريشتون

اذهب الى الأسفل

الفريسة  //رواية   لميكل  كريشتون Empty الفريسة //رواية لميكل كريشتون

مُساهمة  نسمة الأربعاء ديسمبر 05, 2007 12:51 pm


تأليف: مايكل كريشتون
الناشر: هاربر كولينز ـ لندن 2002
الصفحات: 367 من القطع


***



تعريف بالكاتب ،،
ولد مايكل كريشتون عام 1942 في شيكاغو فهو روائي وكاتب سيناريو ومؤلف أعمال غير روائية ومخرج سينمائي أميركي شهير.

ـ تخرج من كلية الطب بجامعة هارفرد وتفرغ بعد تخرجه للكتابة الروائية وغير الروائية والسينما.

ـ له العديد من المؤلفات المترجمة إلى اكثر من عشرين لغة عالمية، ويعتبر رائد قصة الخيال العلمي المهتم بتسليط الضوء على التطور التقني. ومن اعماله المهمة ما يلي: في الرواية: سلالة اندروميدا، الحديقة الجوراسية، الشمس المشرقة، المجال، خط الزمن، كونغو.
في السينما: الحديقة الجوراسية، الغيبوبة، الاكتشاف، جريمة السطو الكبرى على القطار.

من أعماله غير الروائية: المرضى الخمسة، حياة الكترونية، جاسبر جونز




***
الرواية

هذه الرواية يختزل فيها المؤلف كل أشكال القلق الذي يجسده الصراع الإنساني المعاصر المتصدرة فيه الحرب النووية والإبادة الجماعية لتأتي رسالة كريشتون بمثابة الإنذار الشديد الأهمية بما في ذلك الرسالة التي تأتي ضمن تحرك الشخصيات الرئيسية وهي الراوي وزوجته، الأبوان بكل المقاييس اللذان يعملان في وادى السيليكون وكلاهما في برنامجين تقنيين منفصلين لكن يرتبط أحدهما بالآخر. ففيما تصنع الشركة التي تعمل لديها جوليا الإنسان الآلي المتناهي الصغر المبرمج على العمل في وحدات منظمة تعمل كجيوش النمل يعمل جاك لدى شركة ميديا ترونكس لتصميم البرامج الذكية المخصصة لتشغيل هذه الجيوش العميلة المتمتعة بالإستقلال الذاتي.


الرواية في بعض تفاصيلها الأخلاقية تلقي الضوء على مشكلات التقنية وحياة الإنسان المعاصرة على نحو درامي مأساوي بالغ التأثير تجسده حالة التأزم الإجتماعي والقيمي التي تواجه الزوجين. الزوج جاك يفقد وظيفته ويقوم بدور آخر في المنزل هو تربية أطفاله بينما تستمر الزوجة في العمل لساعات طويلة وتفقد الحنين لأسرتها الصغيرة مكرسة وقتها وجهدها في السعي وراء الحلم الذي يراودها بصنع إنسان آلي متناهي الصغر يعمل بنظام سري يمكن بيعه للجيش الأميركي مقابل أرباح مالية خيالية. ويصل طموحها في النهاية إلى ابتكار نوع من البكتيريا الحية التي يمكن استخدامها لتحسين قوة وأداء هذا النظام الجديد.

وفيما يسرد كريشتون هذه التفاصيل يبدو كما لو أنه يتفرغ بعدها لطرح التساؤل الجوهري حول هذه المشكلة وهو هل يأتي دمارنا على يد تقنية القرن الحادي والعشرين، وهل نتحول إلى فريسة ؟ إن جوليا تملك طموحاً لا حدود له حتى لو كانت هذه الحدود هي الإخفاق في تسويق اكتشافها للمؤسسة العسكرية التي ترفض شراءه بسبب عدم مطابقته المواصفات ولهذا فهي تسعى جاهدة للتفكير في المؤسسة المدنية ممثلة في الطب وعلوم الأمراض والبحث عن وسيلة أكثر تطوراً في مجال التعامل مع الأمراض المستعصية كالسرطان. الفكرة ذاتها ما أن تلمع في ذهنها حتى تكون هي أيضاً مستعدة لتكريس نفسها والتعامل معها كحقل تجارب تاركة المجال لإنسانها الآلي لكي يتعايش معها على نحو يمكنه من السيطرة على عقلها والتحول إلى حالة معدية من التشوش الذي يصاب به عدد من زملائها في المختبر والحياة البرية ممثلة في النبات.

في الجزء الرئيسي من الرواية ينصب اهتمام كريشتون على الكشف عن حالة عدم الإكتراث التي يواجه بها بطله مشكلات زوجته، الأمر الذي يأتي متأخراً جداً ومعه يأتي إدراكه لجوهر التحول الذي يطرأ على حياتهما. إلا أن المؤلف من جانبه لا يتورع عن الكشف عن الوجه القبيح للحياة المعاصرة أو اتهامنا لا بالتحول إلى فرائس تحت رحمة التكنولوجيا المتقدمة بل إلى ابطال مهزومين يقودنا الشعور بالهزيمة إلى تدمير أنفسنا بأنفسنا وكأن صراعنا مع التكنولوجيا بدل أن يكون صراعاً عقلانياً تحول إلى صراع يحكمه الجنون

بتجريبه مستخدماً إياها حقلاً لتجاربه الجديدة، إلا أنه ما أن يشرع بذلك حتى تفقد هي وزملاؤها القدرة على البقاء ليبقى سؤاله الأخير الأكثر إثارة للقلق متمحوراً حول ما إذا كان قد نجح في القضاء على إنسانه الآلي، وحول ما إذا كانت هنالك مشاريع مشابهة قيد التطوير يمكنها التحول إلى كوابيس حقيقية مشابهة لكابوس ساحرة أوز التي قرأ عنها الكثيرون والتي لقيت حتفها غارقة في سطل ماء ألقاه عليها البطل.


القصة ذاتها تبدو مذكرة جداً برواية الخيال العلمي على الشاطئ لنيفل شوتس 1957 التي يصف فيها نهاية الإنسان على يد أخطر أسلحته الحرب المستخدمة فيها الإشعاع النووي والتي تصدرت في ذلك الوقت قائمة أكثر الأعمال الروائية مبيعاً على مستوى العالم بسبب اسطرتها للحرب النووية التي لامناص منها والتي نراها اليوم وكأنما العبرة من هذا الرواية هو سؤاله هل نبني سفينة نوح لمواجهة الكوارث النووية ؟.
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى