روضة الثقافة والادب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شوبنهور فيلسوف التشاؤم

اذهب الى الأسفل

شوبنهور  فيلسوف  التشاؤم Empty شوبنهور فيلسوف التشاؤم

مُساهمة  نسمة الأربعاء ديسمبر 05, 2007 7:17 am

شوبنهور  فيلسوف  التشاؤم Schopenhauer-1-sized







ولد شوبنهور في دانزج في الثاني والعشرين من شهر فبراير عام 1788. وكان أبوه تاجراً امتاز بالمقدرة وحدة الطبع، واستقلال الشخصية وحب الحرية، وقد غادر دانزج التي جردها البولنديون من حريتها بضمها إلى بولندا في عام 1793.
وكان ابنه آرثر شوبنهور في الخامسة من عمره في ذلك الوقت. لقد نشأ شوبنهور الصغير في جو مشبع بروح العمل وكسب المال. وعلى الرغم من أنه هجر حياة التجارة التي دفعه والده إليها، فقد تركت أثرها في نفسه وطبعت نظرته إلى الحياة بطابع الواقعية في التفكير ومعرفة بطبيعة الناس، ومات والده منتحراً على الأرجح في عام 1805. وتوفيت جدته وهي مصابة بالجنون.

لقد قال شوبنهور أنه ورث من أبيه خلقه وارادته، وعن امه ذكاءها. لقد بلغت أمه أوج الشهرة في عالم القصص والروايات، وغدت إحدى مشاهير كتاب القصة في ذلك الوقت. لم تكن أمه سعيدة في حياتها مع زوجها الذي لم تساعده ثقافته على الامتزاج معها، وعندما توفي زوجها انطلقت تبحث عن الحب المتحرر بعد أن تحررت من قيود هذه الحياة الزوجية. وارتحلت إلى مدينة فيمار التي تنسجم مع هذه الحياة المنطلقة التي كانت تتوق لها. وقد ثارت ثورة شوبنهور على هذا الاتجاه الجديد من أمه، وأثر النزاع بينهما على نفسه وأثار فيها مقته الشديد للنساء الذي رافقه طيلة حياته، ولا يسعنا هنا إلا أن نسرد فقرات من خطاب أرسلته له يصور لنا مدى النزاع بين الأم وولدها. حيث تقول له: "إنك عبء ثقيل لا يطاق، والحياة معك عسيرة لا تحتمل. لقد طغى غرورك بنفسك على كل صفاتك الطيبة. وغدوت لا فائدة ترجى منك لعجزك عن منع نفسك من تسقط هفوات الناس وعيوبهم." وهكذا تم الاتفاق بينهما على أن يعيشا منفصلين بعد أن تعذرت الحياة بينهما وأصبح شوبنهور لا يتردد على منزل أمه إلا كما يتردد عليها الضيوف والزوار من وقت لآخر. وكانت الكلفة والمجاملة المصطنعة تطبع هذه الزيارات تماما كما يطبع التكلف المصطنع حديث الأغراب لا حديث الأم لولدها. وقد زاد في توتر هذه العلاقة أن جوته الذي كان يحب أم شوبنهور لانها كانت تسمح له باحضار كريستيان معه، أن قال للأم يوماً بأنه سيكون لولدها شأن عظيم وسيغدو رجلاً مرموقاً ومشهوراً. وقد أثارت هذه الملاحظة استياء الأم وغيرتها من منافسة ولدها لها في شهرتها، فهي لم تسمع بظهور نابغتين في أسرة واحدة. وأخيراً في ذروة نزاع بينهما، دفعت الأم ولدها ومنافسها في نبوغها من أعلى درج منزلها. ولكنه نهض واقفاً وقال لها بصوت مختنق من المرارة والحسرة، إن الأجيال القادمة لن تعرفها، وتسمع بها إلا عن طريقه، وهو بشهرته وذيوع صيته سيخلد اسمها وأسرع فيلسوفنا في مغادرة مدينة فيمار وعلى الرغم من أن أمه عاشت بعد ذلك أربعة وعشرين عاماً فإنه لم يرها بعد ذلك الحادث بينهما. وقد انتهى به هذا الحرمان من عطف أمه إلى التشاؤم، فالانسان الذي يحرم من حنان الأم وحبها ولا يعرف سوى مقتها وكراهيتها، لن يفتنه أو يغريه بعد ذلك شيء من محاسن الدنيا ومباهجها.

وصل شوبنهور دراسته الجامعية واستوعب من المعلومات فوق ما درسه في برامج الجامعة. وسخر من الحب والعالم وألقى بهما من وراء ظهره. وقد طبع هذا الاتجاه حياته وترك أثره في أخلاقه وفلسفته. وغدا كئيباً ساخراً مرتاباً، قلقاً تستبد به المخاوف ويخشى على نفسه من شرور الناس وغدرهم. وأغلق على نفسه الأبواب. ولم يسلم ذقنه ورقبته لموسى الحلاق اطلاقاً. ونام ومسدسه محشواً بالرصاص دائماً إلى جانبه في انتظار من تحدثه نفسه من اللصوص بالسطو عليه وكان لا يحتمل الجلبة والضجيج وهو يقول في ذلك: "أعتقد أن طاقة الانسان على تحمل الضوضاء والضجيج من غير أن يضيق به دليل على مقدرته العقلية ويكون مقياساً لها.. ان الضجة والجلبة تعذيب للمثقفين الأذكياء الذين يعملون بعقولهم .. لقد سببت لي الضجة والجلبة الناجمة عن الدق والطرق عذاباً يومياً طيلة حياتي." كان شوبنهور يحس في أعماق نفسه بعظمته، على الرغم من عدم اعتراف الناس به، وعندما فاته النجاح والشهرة انقلب إلى نفسه، يعضها ويقرضها بأسنانه.

لقد عاش وحيداً بلا أم ولا زوجة ولا ولد، ولا أسرة ولا وطن ولا صديق. ولم تلهب حمى الحماس الوطني التي اجتاحت عصره شعوره واهتمامه. لقد تأثر في عام 1813 بحماس فخته للدخول في حرب تحررية ضد نابليون، وفكر بالتطوع واشترى بعض الأسلحة اللازمة للقتال، ولكن الحكمة أوقفته في الوقت المناسب، وعدل عن التطوع مقنعاً نفسه بأن نابليون لم يزد عن الافصاح عن تأكيد ذاته وشهوته في الاستزادة من الحياة التي يشعر بها ضعاف الناس ويخفونها في صدورهم مرغمين". وبدلا من الذهاب للحرب، اتجه إلى الأرياف وكتب رسالة في الفلسفة لنيل شهادة الدكتوراة.

وبعد كتابة هذه الرسالة التي كان موضوعها عن العقل انصرف بكل وقته وقوته على كتابة كتابه الذي أطلق عليه اسم "العالم كارادة وفكرة" وعندما أرسله للناشر علق عليه بقول: "إن هذا الكتاب ليس مجرد سرد لأفكار وآراء قديمة، ولكنه بناء شامخ متماسك من الاراء الأصيلة، والبيان الواضح، ولا يخلو من الجمال على الرغم من عنف أسلوبه، إنه كتاب سيكون في المستقبل مصدراً ومورداً لمئة كتاب.

لقد كان شوبنهور على ثقة تامة بأنه قد حل في كتابه هذا جميع مشاكل الفلسفة.
ومع ذلك فإن هذا الكتاب لم يلق رواجاً او اهتماما، فقد كان العالم فقيراً ومتعباً ولا حاجة به لقراءة كتاب عن فقره وتعبه وبعد ستة عشر عاماً من طبع الكتاب أبلغ شوبنهور أن جزءاً من نسخة بيعت بالجملة ورقاً تالفاً ليستخدم في رزم ولف البضائع.
وقد أشار شوبنهور في مقال عن الشهرة في "حكمة الحياة" إلى كتابه العظيم هذا بحرقة وأسى بقوله: "إن كتاباً مثل هذا أشبه بمرآة، إذا نظر فيها حمار فلا ترجو أن يرى فيها ملاكاً." وهل اذا اصطدم رأس وكتاب وانبعث من أحدهما صوت أجوف، أيكون الأجوف هو الكتاب دائماً!.
ويواصل شوبنهور كلامه بصوت الكبرياء التي أصابها جرح: "كلما كان الكاتب أو الفيلسوف عبقريا ويكتب للأجيال القادمة، أو بعبارة أوضح للانسانية بوجه عام، كان غريباً بالنسبة إلى معاصريه الذين يعيش بينهم ، لأن كتابه ليس موجهاً لهم وحدهم، بل يخاطبهم كجزء من الانسانية عامة. لذلك سيكون هذا الكتاب خالياً من الصبغة المحلية التي تستهويهم، وتسترضيهم وتنال قبولهم.

أمضى شوبنهور البقية الباقية من حياته التي طالت إلى سن الثانية والسبعين في فرانكفورت . وكمتشائم حساس فقد تجنب الوقوع في حفرة المتفائلين، وأبى أن يسخر قلمه للكسب أسوة بسقراط الذي كان يرفض أجراً من تلاميذه.
عاش في الثلاثين سنة الباقية من حياته بلا صديق سوى كلبه، الذي أطلق عليه اسم "اطما" (وهو اسم يطلقه البرهمي على روح العالم) ولكن مجان المدينة أطلقوا على كلبه اسم "شوبنهور الصغير" وقد جرت عادته أن يتناول طعام غدائه في مطعم يتردد عليه الانجليز وكان يضع ديناراً ذهبياً على مائدة الطعام أمام في كل مرة قبل تناول طعامه، ويعيده إلى جيبه بعد انتهاء كل وجبة، وسأله خادم المائدة في شيء من السخط عن هذا التصرف فأجابه شوبنهور، أنه قد أخذ على نفسه عهداً بإلقاء هذا الدينار الذهبي في صندوق الفقراء في أول مرة يسمع فيها الضباط الانجليز الذين يأكلون في المطعم يومياً يتحدثون في شيء آخر سوى الحديث عن الخيل والنساء والكلاب. وهو يعيده إلى جيبه لأنهم لا حديث لهم سوى في هذه الأمور.

لقد تجاهلته الجامعات وتجاهلت كتبه، وكأنها بذلك قد أيدت زعمه بأن ما أحرزته الفلسفة من تقدم كان خارج جدران المعاهد العلمية، قال نيتشه "لا شيء أساء إلى أساتذة الجامعة والعلماء الألمان أكثر من مخالفة شوبنهور لهم." ولكنه صبر وكان على ثقة من اعتراف الناس به مهما جاء هذا الاعتراف متأخراً. وقد تحقق رجاؤه فأقبل المثقفون من أبناء الطبقة المتوسطة من محامين وأطباء وتجار على قراءة كتبه لأنهم وجدوا فيه فيلسوفاً لا يقصر بحثه على ادعاء معرفة أوهام المتيافيريقا الخيالية، بل يقدم لهم دراسة وافية واضحة عن ظواهر الحياة الحقيقية.

لقد اتجهت أوروبا التي خيبت ظنها المثالية والجهود التي طبعت عام 1848 بطابعها إلى فلسفته التي صورت حالة اليأس التي عرفتها أوروبا في عام 1815، ان هجوم العلم على اللاهوت، وآثار الحرب وانتشار الفقر، والكفاح من أجل البقاء والدعوة إلى النظم الاشتراكية، كلها ساعدت شوبنهور ورفعته إلى ذروة المجد والشهرة.

لم يكن قد بلغ من الكبر عتيا ليقعده عن التمتع بشعبيته وشهرته وأخذ يقرأ بشغف وشره كل ما كتب عنه من مقالات. وطلب من أصدقائه أن يرسلوا له كل ما يصل إلى أيديهم من تعليقات تنشرها الصحف حوله. وفي عام 1854 أرسل له فاجنر نسخة عن قطعة من روائع موسيقاه مرفقة بكلمة تقدير لفلسفته الموسيقية.
وهكذا أوشك أن يتحول المتشائم العظيم إلى متفائل في أيام شيخوخته وراح يعزف على القيثارة كل يوم بعد الغداء. ويحمد الوقت الذي خلصه من نيران الشباب. وهرعت جموع الناس من جميع أنحاء العالم لرؤيته. وعندما احتفل ببلوغه السبعين من عمره انهالت عليه التهاني من كل بلد وكل قارة.

لم يحن الوقت بعد، فقد عاش بعد ذلك سنتين، وفي اليوم الحادي والعشرين من شهر سبتمبر جلس وحده لتناول طعام الافطار وكان يبدو وافر الصحة، ووجدته ربة الدار بعد ساعة لا يزال جالساً على المائدة ساكنا لا يتحرك وتقدمت منه فوجدته ميتاً.
.
.

عن كتاب قصة الفلسفة لول ديورانت
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شوبنهور  فيلسوف  التشاؤم Empty رد: شوبنهور فيلسوف التشاؤم

مُساهمة  نسمة الأربعاء ديسمبر 05, 2007 7:18 am



العالم كفكرة



إن ما يثير دهشة القارئ لدى قراءة كتاب "العالم كإرادة وفكرة" هو سهولة أسلوبه ويسر فهمه. فقد خلا من تعقيد المصطلحات التي نجدها في كتب "كانت" والتشويش الموجود في هجل ومصطلحات الهندسة في سبينوزا. لقد كان كل شيء في كتاب شوبنهور واضحاً ومنظماً ومركزاً تركيزاً يدعو إلى الإعجاب حول نظريته الاساسية وهي أن العالم إرادة، وعلى ذلك يكون العالم كفاحاً، ويترتب على الكفاح بؤس وشقاء. لقد امتاز كتابه هذا بنزاهة البحث وأمانته وعنفه وعدم تساهله، وجاء زخراً بالأمثلة لتوضيح فكرته، وجديداً في فكاهته، وابتعاده عن الغموض الذي ميز سابقيه من الفلاسفة ولكن ما هو السبب في عدم رواج هذا الكتاب وكساده وعدم تحمس القراء له، قد يكون السبب هو أن شوبنهور هاجم في كتابه أولئك الذين كان في وسعهم الدعاية له، وهم أساتذة الجامعة، فقد كان هجل الحاكم بأمره في عالم الفلسفة في ألمانيا في عام 1818، ومع ذلك فان شوبنهور لم يعبأ به ولم يضيع وقتاً في مهاجمته. ونقده. فقد ذكر في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه:

لا شيء يسيء للفلسفة في وقت من الأوقات أكثر من اتخاذها وسيلة لكسب الرزق وعملوا وفقاً للمثل القائل من يأكل من مال السلطان يحارب بسيفه، أو المثل القائل أغني أغنية من آكل من خبزه، واعتبروا مثل هذا العمل صالحا. لقد اعتبر الفلاسفة الأقدمون اكتساب المال عن طريق الفلسفة صفة من صفات السفسطائيين. ولا شيء يمكن أن نجنيه من الذهب سوى الاعتدال وعدم التطرف في الآراء الفلسفية.. من المستحيل لعصر مجد هجل واعتبره أعظم الفلاسفة طيلة عشرين سنة تقدير من أخذ عليهم تقديرهم لهجل أن الحقيقة ستبقى دائماً هدف القليل من الناس وستبقى في انتظار هؤلاء القلة بصبر وهدوء.

إن الحياة قصيرة، ولكن الحقيقة "بعيدة الأثر وحياتها أطول".

هذه كلمات نبيلة ولكنها ممزوجة بالمرارة والاستياء اذ أننا لا نجد إنساناً كان يتوق لاستحسان الناس له واعجابهم به أكثر منه، وكان مما يزيد في نبل كلامه أن لا يتعرض إلى هجل بشيء من هذا ، اذ لا شيء نستطيع أن نقوله عن وسيلة التعيش وكسب الرزق سوى الخير، أما بالنسبة إلى الاعتدال في الاراء الفلسفية التي أخذها شوبنهور على هجل فأمره متروك لاعتراف الناس به، لقد اعتاد شوبنهور أن يقول: "إنني لا أرى شيئاً تم تحقيقه في الفترة الواقعة بين "كانت" وبيني فهو يقول: "أعتقد أن هذه الفكرة وهي أن العالم ارادة هي الفكرة التي بحثت عنها الفلسفة، إن ما أقصده فقط هو تعريف وشرح فكرة واحدة فقط، وعلى الرغم من جميع محاولاتي في إيجاز شرحها لم أجد وسيلة لاختصارها بأقل من هذا الكتاب.. " اقرأ الكتاب مرتين، مستخدماً الصبر وطول البال في المرة الأولى. ليس الاعتدال في الفلسفة سوى نفاق وتواضع مصطنع.

ولكنا لا نجد تواضعا في العبارة الأولى التي صدر بها شوبنهور كتابه الذي بدأه بقوله "العالم فكرة" وهو يقصد بذلك ما ذهب إليه "كانت" من أننا نعرف العالم الخارجي عن طريق احساساتنا وأفكارنا. واتبع شوبنهور هذا بعرض واضح قوي للمذهب المثالي، ولكن هذا العرض على الرغم من قوته أضعف أجزاء الكتاب وأقلها أصالة في الرأي.. وكان من الأفضل له تأخير هذا العرض وبحثه في آخر الكتاب لا في أوله. بقي شوبنهور مجهولاً من العالم جيلا من الزمان لأنه أخفى أفكاره وراء مئتي صفحة تحدث فيها عن المذهب المثالي. إن أهم جزء في الفصل الأول من الكتاب هو هجومه على المذهب المادي. فهو يتساءل بقوله: كيف يمكننا أن نفسر العقل بأنه مادة ما دمنا لا نعلم المادة إلا عن طريق العقل.

كلا من المستحيل أن نصل إلى حل لغز الميتافزيقا، وان نستكشف كنه الحقيقة، بأن نبدأ ببحث المادة أولا، ثم ننتقل منها إلى بحث الفكر، بل يجب أن نبدأ بذلك الذي نعرفه معرفة مباشرة قريبة – أنفسنا. "إننا لن نصل أبداً إلى طبيعة الأشياء الحقيقية من الخارج، مهما طال بحثنا ولن نصل إلى شيء سوى صور وأسماء." ونحن في ذلك مثل رجل يدور حول قصر يبحث عبثا عن مدخل وأحيانا يرسم الواجهة. دعنا ندخل إلى الداخل، اننا اذا استطعنا كشف طبيعة عقولنا النهائية فقد نظفر بمفتاح العالم الخارجي.
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شوبنهور  فيلسوف  التشاؤم Empty رد: شوبنهور فيلسوف التشاؤم

مُساهمة  نسمة الأربعاء ديسمبر 05, 2007 7:19 am

العالم شر




اذا كان العالم في حقيقته ارادة، لا بد أن يكون مليئاً بالألم والعذاب، وذلك أن الارادة نفسها تعني الرغبة، وهي دائماً تطلب المزيد عما حصلت عليه، وفي اشباع رغبة يطل من ورائها عشرات الرغبات التي تطلب اشباعها وتحقيقها، ان الرغبة لا نهاية لها، ومن المتعذر اشباعها جميعها انها كالصدقة التي ندفعها للفقير تغنيه عن الجوع اليوم ليواجه البؤس والفقر غدا...

ما دامت الارادة تطغى وتملأ شعورنا، وما دمنا خاضعين لتجمع الرغبات وآمالها ومخاوفها الدائمة، وما دمنا خاضعين للارادة، فلن نبلغ السعادة الدائمة أو السلام اطلاقاً، هذا بالاضافة إلى أن تحقيق الرغبات لا يستتبع القناعة، ولا شيء يقتل المثل الأعلى أكثر من بلوغه وتحقيقه، ان اشباع العاطفة يؤدي في الغالب إلى الشقاء بدلاً من السعادة لأن حاجاتها كثيراً ما تتعارض مع مصلحة صاحبها إلى أن ينتهي الأمر بالقضاء على هذه المصلحة. كل فرد يحمل في نفسه متناقضات هدامة ممزقة والرغبة المشبعة تولد رغبة جديدة تريد اشباعها وهكذا إلى ما لا نهاية. والسبب في هذا هو أن الارادة لا بد أن تعيش على نفسها، اذ لا يوجد شيء بجانبها، وهي ارادة جائعة؟.

ان مكيال الألم في كل فرد أمر لا مفر عنه تقرره طبيعته وهو مكيال يستحيل أن يظل فارغاً أو يتسع أكثر من عياره.. فاذا أزيح عن صدورنا هم كبير يضغط عليها.. حل مكانه على الفور هم آخر، لقد كانت مادة هذا الهم موجودة من قبل، لكنها لم تتمكن من شق طريقها إلى الشعور بها لعدم توفر متسع لها.. أما الآن وقد توفر متسع لها فإنها تتقدم وتحتل عرشها.

ان الحياة شر لأن الألم دافعها الأساسي وحقيقتها، وليست اللذة سوى مجرد امتناع سلبي للألم، ولقد أصاب أرسطو عندما قال: إن الرجل الحكيم لا يبحث عن اللذة، ولكن عن التحرر من الألم والهم.

ان كل ضروب القناعة والرضى، أو ما يسمى عادة بالسعادة سلبي في حقيقته وجوهره فقط.. فنحن لا نشعر تماماً بما لدينا من النعم والفوائد، ولا نقدرها حقيقة قدرها ، بل نفكر بها باعتبارها شيئاً عادياً ليس إلا، وذلك لأنها ترضينا بشكل سلبي فقط، بأن تخفف من عذابنا وتكبح جماحه، ولا نشعر بقيمتها ونقدرها حق قدرها إلا اذا فقدناها، لأن الحاجة والحرمان والحزن هي الجانب الايجابي الذي يتصل بنا اتصالا مباشراً.. ما الذي دفع الكلبيين إلى طرح اللذة ونبذها في كل صورها ان لم يكن الألم في الواقع ممزوجا باللذة دائماً قليلا أو كثيرا.

ان الحياة شر لانه لا يكاد الانسان يشعر براحة من الألم والحاجة حتى يتملكه شعور بالسآمة والملل مما يدفعه إلى البحث عن شيء يعوضه شعوره بالملل والسآمة، ويبدأ في مواجهة المزيد من الألم، وحتى لو تحققت أحلام الاشتراكيين في اقامة المدينة الفاضلة فسيبقى من الشرور ما لا يحصيه العد، لأن بعضها كالكفاح مثلاً أمر ضروري للحياة. واذا تمكنا من القضاء على كل شر، ووضعنا حداً للكفاح في هذه الحياة أصبحت السآمة عبثاً لا يحتمل كالألم سواء بسواء، وهكذا نجد الحياة تتأرجح كالبندول إلى الأمام والخلف بين الألم والسأم.. وبعد أن قلب الانسان آلامه وعذابه إلى فكرة الجحيم، لم يبق لديه شيء عن الجنة سوى الملل. إننا كلما ازددنا في الحياة نجاحاً ازددنا مللاً، وكما أن الحاجة هي السوط الدائم الذي يلهب ظهور الناس، فكذلك السآمة هي السوط الذي يلهب ظهر العالم الحديث.

والحياة شر لأنه كلما صعد الكائن العضوي وارتقى كلما زاد ما يقاسيه من آلام، وان زيادة – معرفته لن تحل مشكلة آلامه.

لأنه كلما ازدادت ظاهرة الارادة كمالاً ازداد العذاب وضوحاً، وفي السبات لا يكون الاحساس قد اكتمل بعد، ولهذا لا يشعر النبات بالألم، ان أحط أنواع الحيوان يشعر قدراً صغيراً جداً من الألم مثل النقاعيات، وحتى في الحشرات لا تزال امكانية الشعور والألم محدودة، وأول ما تظهر امكانية الشعور بدرجة عالية باكتمال تكوين الجهاز العصبي للحيوانات آكلة الأعشاب، وتزاداد – أكثر ينمو العقل. وهكذا يزداد الألم ويبلغ ذروته في الانسان، ويزداد ما يحسه الإنسان من الألم كلما دقت معرفته واشتد ذكاؤه، والعبقري الموهوب أشد أنواع الناس مقاساة للألم.

ان زيادة المعرفة في الانسان تؤدي إلى زيادة آلامه، كما أن ذاكرة الانسان وبعد نظره يزيدان في آلامه، لأن الشطر الأكبر من آلامنا كامن في تأمل الماضي أو في التفكير بما سيقع في المستقبل.

إن الألم في حد ذاته قصير، إن الإنسان يتألم من فكرة الموت أكثر من ألم الموت نفسه، وأخيراً وفوق كل شيء، الحياة شر لأنها حرب، أينما وليت وجهك لا تقع عينيك إلا على صراع – ومنافسة ونزاع، وتبادل انتحاري بين الهزيمة والنصر، وكل نوع يقاتل للفوز بالمادة والأرض والسيطرة.

إن صورة الحياة في مجملها مؤلمة جداً اذا تأملناها، وهي تعتمد على جهلنا بها.

إننا لو عرضنا أمام نظر الانسان ما تتعرض له حياته دائماً من ضروب الألم والبؤس المروع عرضاً واضحاً لامتلأ رعباً ، ولو دخلنا بالمتفائل الشديد تفاؤله إلى المستشفيات وملاجئ العجزة والمقعدين وغرف العمليات الجراحية ولو دخلنا به إلى السجون وغرف التعذيب، وحظائر العبيد، ولو أخذناه إلى ميادين القتال واماكن الاعدام ولو فتحنا له كل مشاكل البؤس والفاقة المظلمة حيث يواري البؤس نفسه من نظرات الفضول السمجة الباردة وأخيراً لو سمحنا له بالنظر إلى السجون التي يموت الناس فيها جوعاً، لعلم هذا المتفائل أخيراً طبيعة هذا "العالم أفضل العوالم" وإلا من أين جاء دانتي "بمادة جحيمه، لقد استمدها طبعاً من هذا العالم الواقعي الذي نعيش فيه واستطاع أن يصور من هذا العالم جحيماً ما بعدها من جحيم. ولكنه اصطدم بمشكلة لم يفلح في التغلب عليها عندما أراد أن يصف الجنة وما فيها من نعيم مقيم وذلك لأن عالمنا لا يصلح أن يكون مادة لتصوير فردوس الجنة، إن كل الملاحم التمثيلية لا يسعها إلا أن تصور نزاعاً وجهداً وقتالاً من أجل السعادة ولكنها لا تحتمل السعادة نفسها أبداً وهي تسير بأبطالها إلى آلاف المخاطر والمصاعب للوصول إلى الهدف المنشود وبمجرد أن يبلغ هؤلاء الأبطال أهدافهم تسارع القصة إلى اسدال الستال اذ لم يعد لها شيء بعد ذلك لتظهره سوى ان الهدف اللامع البراق الذي توقع البطل أن يجد فيه السعادة قد خيب أمله، وأنه لم يكن بعد بلوغه أسعد حالاً منه قبل بلوغه.

نحن تعساء في زواجنا، في عزوبتنا وعزوفنا عن الزواج، تعساء في انعكافنا ووحدتنا تعساء في اجتماعنا بالناس اننا كالقنافذ تقترب من بعضها لتشعر بالدفء ولا تشعر بالراحة اذا اشتد التصاقها، ومع ذلك فهي تعيسة في ابتعادها عن بعضها، إن الحياة مضحكة ولكنه ضحك كالبكاء – فلو استعرضنا حياة الفرد في مجموعها وأمعنا النظر في ابراز معالمها فقط لوجدناها مأساة في الحقيقة، أما اذا تناولناها في تفصيلها لوجدناها ملهاة مضحكة. انظر وفكر وتدبر.

أمام كل هذه الآلام والكوارث ألا يكون التفاؤل سخرية من ويلات البشر، لقد صور فولتير في كتابه كنديد آلام البشر تصويراً عظيماً، وخلاصة القول فإن طبيعة الحياة تقدم لنا نفسها كأنها مقصودة ومدبرة لتوقظ فينا الاعتقاد بأن لا شيء فيها جدير بكفاحنا وجهودنا وجهادنا وان ما فيها من طيبات وخيرات فهو باطل ومن متاع الغرور، وان العالم مصيره الافلاس والحياة عمل فاشل لا يقوم بتغطية نفقاته.

ولكي يكون الانسان سعيداً ينبغي أن يكون في جهل الشباب الذي يظن أن السعادة بالكفاح والارادة، لأنه لم يتبين له بعد شره الرغبة المضني ونهمها الذي لا يشبع، وظمأها الذي لا يرتوي، ولم يعلم ان مثل من يحاول اشباع رغباته كمن يضرب مسماراً في ماء أو يصب ماء في برميل مثقوب، اذ لا حدود للرغبات ومن المستحيل اشباعها، كما أن الشباب لم يجرب بعد أثر الهزيمة المحتومة.

ان فرح الشباب ومرحه ناجم عن اننا لا نرى الموت عندما نكون صاعدين إلى ربوة الحياة، لأن الموت يكون في أسفل الجانب الآخر من الهضبة.. فاذا اقتربنا من نهاية الحياة فان كل يوم يمر بنا يبعث في نفوسنا نفس الاحساس الذي يحس به المحكوم عليه بالاعدام، في كل خطوة يخطوا وهو في طريقه إلى المشنقة.. ولكي يعلم الانسان مدى قصر الحياة لا بد أن يعيش طويلاً..

إن أسعد أوقات الحياة هي الابتعاد عن أيام الشباب.. وفي النهاية نواجه الموت، وفي الوقت الذي تبدأ التجربة في تنسيق نفسها والتحول إلى حكمة يبدأ العقل والجسم في التدهور والانحطاط، ان كل شيء لا يعيش إلا برهة ويسرع إلى الموت والفناء، فاذا أمهلنا الموت وطال أجلنا فهو يلعب بنا كما يلعب القط بالفأر الضعيف الذي لا حول له، اذ من الواضح أننا في مشينا نتجنب السقوط ما أمكن إلى ذلك سبيلا، ونحن في حياتنا نتجنب الموت ونحاول دفعه وإبعاده ما أمكن . لذلك يحتفظ طغاة الشرق بين حليهم النفيسة وملابسهم الفاخرة بقارورة من السم. "إن فلسفة الشرق تفهم وجود الموت في كل مكان وتقدم لطلابها هدوء المظهر والصبر والكرامة في تحمل الحياة ومواجهة الموت الناشئة عن ادراكهم لقصر حياة الانسان. ان خشية الموت هي بدء الفلسفة وهي العلة النهائية للدين، والانسان العادي عاجز عن التوفيق بين نفسه وبين الموت، لذلك فهو يضع فلسفات وديانات لا تحصى. ان ما يسيطر على الناس من عقيدة الايمان بالخلود لدليل على خوف الناس وفزعهم من الموت.

وكما أن الدين واللاهوت مهرب من الموت، فكذلك الجنون مهرب من الألم، إن الجنون وسيلة يلجأ إليها الانسان لتجنب الألم والهروب منه، فهو توقف لخيوط الادراك الذي ينقذه من آلامه، اننا نستطيع التغلب على المخاوف بنسيانها فقط.

كثيراً ما نفكر بأشياء رغم ارادتنا تضرب بمصالحنا وتجرح كبرياءنا وتصطدم مع رغباتنا، على الرغم من الصعوبة التي نواجهها عند وضع هذه الأشياء أمام عقولنا لنتناولها بالبحث الدقيق.. وفي مقاومة الانسان لارادته والسماح بما هو نقيضها ان يوضع تحت بحث العقل، تكمن الثغرة التي ينفذ الجنون منها إلى العقل .. فاذا بلغت مقاومة الارادة ضد استيعاب معرفة ما إلى حد تعطيل عملية العقل تعطيلاً يعجزه عن اداء عمله على الوجه الأكمل، عندئذ يتكون في العقل عناصر وظروف معينة تكبت فيه كبتاً تاماً، لأن الارادة لا تطيق رؤيتها، وعندئذ لضرورة الاتصال تمتلئ الفجوات التي حدثت باللذة ويظهر الجنون، لأن العقل قد سلم بطبيعته لارضاء الارادة، ويبدأ الانسان في تصور أشياء وهمية لا وجود لها، ومع ذلك فإن الجنون الذي نشأ على هذا النحو هو في الواقع نسيان وسلوان لالام شديدة غير محتملة، وبهذا يكون الجنون العلاج الأخير من طبيعة ارادتنا المزعجة.

أما المهرب الأخير فهو الانتحار، هنا أخيراً يتغلب الفكر والخيال على الغريزة وهو أمر يدعو إلى الدهشة. لقد قيل أن "ديوجينيس" وضع حداً لحياته بأن رفض أن يتنفس. يا له من انتصار رائع على إرادة الحياة! ولكنه مجرد انتصار فردي. لأن الارادة لا تزال في حياة النوع، إن الحياة تضحك من الانتحار وتبتسم للموت، لأن كل انتحار مقصود يتبعه آلاف المواليد غير المقصودة. ان الانتحار وهو القضاء الارادي على وجود الفرد الظاهري عمل ينطوي على العبث والسخافة ،لأن الشيء في ذاته، وهو النوع والحياة والارادة بصفة عامة لا تتأثر به وتبقى كما يبقى قوس قزح مهم بلغت سرعة تساقط نقط الماء الذي يكونه. إن البؤس والكفاح يبقيان بعد موت الفرد ولا بد أن يبقيا ما دامت الارادة تستعبد الانسان وتسيطر عليه، ويستحيل الانتصار على أمراض الحياة إلا اذا تم اخضاع الارادة للمعرفة والعقل اخضاعاً تاماً.

.
.

اختصار ما ورد أعلاه :
برأي شوبنهور أن كل من يشعر بالاحباط والتعب أمامه طريقين لا ثالث لهما:
إما الجنون كوسيلة لتجنب الألم والهروب منه
أو أن يتخذ قراراً شجاعاً وحاسماً برفض التنفس
وبالنسبة لي أنصح بالحل الثاني..
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شوبنهور  فيلسوف  التشاؤم Empty رد: شوبنهور فيلسوف التشاؤم

مُساهمة  نسمة الأربعاء ديسمبر 05, 2007 7:21 am

المرأة وشبنهور



مقال لشوبنهور
عن المرأة
On Women



طبيعة الأنثى

من طبيعة تكوينها نستطيع أن ندرك أنها لم تخلق للقيام بجهد جسدي أو عقلي كبير.
إنها تكفر عن خطيئة الحياة ليس بنشاطها وإنما بمعاناتها، من خلال ألم الولادة، والاعتناء بالطفل والخضوع للرجل الذي يجب أن تكون له الرفيق الصبور والمسلي.

(يعني لحد الآن كلام مقبول وينبلع بعض الشيء فالمجهود سواء الجسدي أو العقلي يتعبنا نحن الرقيقات، وبالنسبة للألم والمعاناة فكل متعة تحصل عليها المرأة لا بد أن يسبقها ألم..)

بينما المعاناة الكبيرة والمجهود والمتعة ليست لها. وإنما على حياتها أن تسير بهدوء وبساطة وتفاهة على عكس حياة الرجل ودون أن يؤثر ذلك على كونها سعيدة أو تعيسة..

( يعني صحيح أن البساطة والتفاهة قد تملأ حياة المرأة لكن يكفي أنها قادرة على إيجاد سعادتها في أتفه الظروف وقادرة على إيجاد استقرارها في أي مناخ على عكس الرجل الذي يبقى طول عمره مايدري وين الله حاطه أو ايش يبغى بحياته )

يناسب المرأة أن تكون ممرضة ومعلمة لطفولتنا المبكرة لأنها هي نفسها طفولية، سخيفة، قصيرة النظر، وباختصار طفلة كبيرة. وحياتها كلها عبارة عن مرحلة متوسطة بين الطفل والرجل الذي يعتبر الكائن البشري الحقيقي.

( والله يا مستر شوبن لو ماتكون سخيفة كان من زمان طفشت ولا تحملت هبل الابن وجنون الأب )

عليك فقط أن تراقب طفلة تلعب مع صبي طيلة النهار تغني وترقص لتسأل نفسك، ما يمكن للرجل أن يفعل في مكانها؟

أسلحة طبيعية

في طبيعة الفتاة هناك ما يمكن أن يسمى بمرحلة التأثير. إنه يزودها بجمال وسحر فائض لعدة سنوات على حساب كل ما تبقى من حياتها، وخلال هذه السنوات تستحوذ على خيال الرجل مما يدفعه للتعهد برعايتها لبقية حياتها، وهي خطوة من الصعب اتخاذها لمجرد اعتبارات عقلانية..

(هذه أعتقد مشكلة الرجل وليست مشكلتها.. وهو هنا يعترف دون أن يدري بضعف الرجل وسهولة خداعه .. الله لا يرده )

زودت الطبيعة المرأة، كبقية المخلوقات، بأدوات وأسلحة تحتاجها لتأمين وجودها وبمجرد استخدامها لها تنصرف الطبيعة بنظامها الاقتصادي المعتاد.. تماماً كما أنثى النمل تفقد أجنحتها بعد التزواج، حيث تصبح شيء زائد عن حاجتها، بل ومؤذية لمهمة رعاية الأسرة، كذلك المرأة تفقد جمالها بعد أول أو ثاني ولادة ومن المحتمل لنفس الأسباب..


الصدق الأنثوي

الخلل الجوهري في الشخصية الأنثوية هو "فقدان حس العدل".
وهذا ينبع أولاً من حاجتهم للعقلانية والقدرة على التفكير، ومما يزيد في ذلك هو حقيقة أنهن ، كجنس أضعف، مضطرات للاعتماد على المكر لا القوة.
رقتهن الغريزية وميولهن الطبيعية للكذب، فكما أن الطبيعة زودت الأسد بالمخالب والأسنان، والفيلة بالخراطيم، والخنزير البري بالأنياب، والثور بالقرون كذلك زودت المرأة بالقدرة على الخداع كأداة للهجوم والدفاع.

( احراج صراحة )

القوة الجسدية والعقلية التي منحتها الطبيعة للرجل منحتها نفسها للمرأة ولكن في صورة خداع. وبالتالي فالخداع عندها فطري وموجود عند المرأة الغبية كما هو عند الذكية. واستخدام هذه الفطرة في كل فرصة ممكنة هو أمر طبيعي كما يستخدم الحيوان وسائل دفاعه كلما هوجم، وعندما تفعل ذلك تشعر إلى حد ما بأنها تمارس حقها الطبيعي.

وجود امرأة صادقة تماماً لا تمارس الخداع أمر مستحيل ولهذا ترى المرأة خداع الآخرين أمر سهل بينما محاولة خداعها أمر غير مستحسن.

( المكياج هو أبسط صور الخداع عندها )

إن هذا العيب الجوهري فيهن مع كل ما يرتبط به، يتيح المجال لظهور الكذب والخيانة والجحود والغدر..الخ
النساء متهمات بالحنث باليمين أكثر من الرجل بكثير ولا أدري إن كان يجب أن يسمح لهن بحلف اليمين.


السحر الأنثوي

فقط التفكير الذكوري المحجوب بدافع جنسي يمكن أن يسمي الجنس الواهن ضيق الكتفين عريض الوركين قصير الرجلين بالجنس اللطيف. فهذا الدافع فقط هو ما يرفع من قيمة جمالهن.
اللقب الأنسب لهن من لقب الجنس اللطيف هو الجنس اللا فني. لا للموسيقا ولا للشعر ولا للفنون التشكيلية لديهن أي شعور أو قابلية للتأثر، وإن تظاهرن بالتأثر فيكون ذلك مجرد تقليد ضمن محاولاتهن للإبهاج.

( معليش يعني خلينا نعترف بس فعلا المرأة في هذا المجال تحديداً كثيرة الادعاء والتظاهر..
فالقطعة الفنية الوحيدة التي تثير اهتمام المرأة هي تلك التي تعكسها المرآة أما غير ذلك فيظهر عند المرأة المتعلمة أو المثقفة بشكل مبالغ به أحياناً لتخفي ولعها الأساسي بتلك القطعة الفنية الأنوية ولا سيما عندما تهتم مثلاً بالسياسية أو الجغرافية أو الفلك ودوران الشمس والاهتمام بالقمر بعيداً عن كونه شيء رومانسي )

ويعود ذلك لعدم قدرتهن على ايجاد أي اهتمام موضوع خالص في أي شيء مهما كان، والسبب هو أن الرجل يكافح في كل شيء للسيطرة المباشرة عليه، إما من خلال فهمه أو إخضاعه. أما المرأة فإنها دائماً وفي كل مكان تتراجع لمجرد السيطرة اللامباشرة والتي تتحقق بوسائل الرجل الذي هو الشيء الوحيد الذي تسيطر عليه بشكل مباشر.

( هذه هي النقطة.. يعني عندما تهتم بأي شيء خارج نطاق مرآتها فيكون ذلك غالباً لجذب انتباه الرجل والسيطرة عليه بطريقة غير مباشرة كتلك التي تتبعها الأميات والجاهلات.. وربما لهذا نجد بعض الرجال يميلون للزواج بامرأة جاهلة لكونها تعبر عما تريد بطريقة مباشرة وبسيطة دون لف ودوران عشرين ألف مرة حول الهدف)

وبالتالي فهذه تكمن في طبيعة المرأة أن تعتبر كل شيء مجرد أداة لأسر الرجل، واهتمامها في أي شيء آخر هو اهتمام متصنع وغنج وتقليد..


انعدام العبقرية

لا يمكن لأي أحد توقع أي شيء من النساء إن كن لا يستطعن إنجاز عمل فني واحد أصيل وإبداعي عظيم أو خلق أي شيء له قيمة خالدة وسبب ذلك هو فقدانهن للتفكير الموضوعي. الحالات الشاذة والمنعزلة لا تغير من الحقيقة العامة:النساء ، كانوا ولا يزالوا الجنس الثاني الدوني، يعشن على لقب ورتبة آزواجهن ويحفزن طموحاتهم الدنيئة..

( كثير من النساء يعشن فقط على وجود أزواجهن وأولادهن.. أذكر في قصة لتشيخوف يتحدث عن امرأة تزوجت أكثر من مرة بعد وفاة أزواجها.. ومع كل زوج كانت تتبدل 180 درجة لتنطبع بطابع الزوج الجديد ومعتقداته وأفكاره حتى وإن كان الأول من أقصى اليسار والثاني من أقصى اليمين)

يجب ألا يكون المرء متسامحاً تجاه ضعفهن، وحتى احترامهن أمر سخيف إلى أبعد حد ويحط من قدره حتى في نظرهن..

(رغم أن الجملة هذه فيها كثير من التطرف إلا أني ألوم أكثر بعض النساء اللواتي يعتقدن بهذا فعلاً.. كمثال بسيط هناك من تعتبر الزوج الذي يساعد زوجته في أعمال المنزل ليس برجل ( وهذا يحدث كثيراً في علاقة الأم بابنها المتزوج.. صحيح أن لومها له هو مجرد شغل حموات لكن بالنهاية هي امرأة وهو يساعد امرأة مثلها وبالتالي اعتبارها لمثل هذا العمل انتقاص من قيمته يعني أنها تنتقص من قيمتها هي..)
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى