روضة الثقافة والادب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

اذهب الى الأسفل

احياء  علوم  الدين  //ابى  حامد  الغزالى Empty احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

مُساهمة  نسمة الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 4:19 pm



إحياء علوم الدين
تأليف : أبو حامد الغزالي
الولادة : 449 هجرية
الوفاة : 504 هجرية


موضوع الكتاب : التصوف

***قصة الكتاب :

أسرع مؤلفات الصوفية انتشارا وأعلاها اشتهارا. لم تمض على تأليفه أربعة أعوام حتى كانت شهرته قد طبقت الآفاق. والناس منه على ثلاثة مذاهب: (منفر عنه، ومغال في تعظيمه، وداع إلى إصلاحه) قال التاج السبكي : (لو لم يكن للناس في الكتب التي صنفها أهل العلم إلا الإحياء لكفاهم، وأنا لا أعرف له نظيرا في الكتب التي صنفها الفقهاء الجامعون في تصانيفهم بين النقل والنظر، والفكر والأثر). وقال الإمام الطرطوشي: (شحن الغزالي كتابه الإحياء بالكذب على رسول الله (ص) فلا أعلم كتاباً على بسطة الأرض أكثر كذباً على رسول الله منه). وكان ابن تيمية وسطا بين المذهبين فقال: (وكلامه في الإحياء غالبه جيد، لكن فيه أربع مواد فاسدة: مادة فلسفية، ومادة كلامية، ومادة الترهات الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة). وقال في كتابه(درء تعارض العقل والنقل) (ج1 ص131) أثناء حديثه عن موسى بن ميمون: (وهو في اليهود كأبي حامد الغزالي في المسلمين) وقال: (ج6 ص57): (وهؤلاء الملاحدة كابن الطفيل صاحب رسالة (حي بن يقظان) وأمثاله يستأنسون بما يجدونه من كلام أبي حامد موافقا لقولهم، إذ كان في كثير من كلامه ما يوافق الباطل من قول هؤلاء، كما في كثير من كلامه رد كثير من باطلهم، ولهذا صار كالبرزخ بينهم وبين المسلمين، فالمسلمون ينكرون ما وافقهم فيه من الباطل عند المسلمين، وهم ينكرون عليه ما خالفهم فيه من الباطل عند المسلمين) قال: (ج6 ص239): (وابن رشد يذم أبا حامد من الوجه الذي يمدحه به علماء المسلمين، ويمدحه من الوجه الذي يذمه به علماء المسلمين..إلخ) ثم سمى من ذم الغزالي من علماء المسلمين. وسماهم أيضا في كتابه (الصفدية) (ص211). وانظر أيضا رسالة أبي القاسم ابن خلصون في وصف مؤلفات الغزالي، وهي من نوادر الرسائل، تجدها في كتاب (الإحاطة) للوزير لسان الدين، على الوراق، وأولها: (وصلني أيها الابن النجيب المخلص الحبيب). ألف الغزالي كتابه في أظلم حقبة عرفت في تاريخ الإسلام، وذلك أثناء زحوف الفرنجة على بلاد الشام، وعاب الناس عليه أنه لم يتعرض إلى ذكر ذلك في كل مؤلفاته، وليس في الإحياء فقط. وفي مقدمته قوله يصف كتابه: (ولقد صنف الناس في بعض هذه المعاني كتباً، ولكن يتميز هذا الكتاب عنها بخمسة أمور: الأول حل ما عقدوه وكشف ما أجملوه. الثاني: ترتيب ما بددوه ونظم ما فرقوه. الثالث: إيجاز ما طولوه وضبط ما قرروه. الرابع: حذف ما كرروه وإثبات ما حرروه. الخامس: تحقيق أمور غامضة اعتاصت على الأفهام لم يتعرض لها في الكتب أصلاً) وذكر أنه صوره بصورة الفقه تلطفاً في استدراج القلوب قال: (والمقصود من هذا الكتاب علم المعاملة فقط دون علم المكاشفة التي لا رخصة في إيداعها الكتب). ولابد من التنويه هنا قبل الخوض في قصة الكتاب إلى أن شخصية الغزالي لا تزال حتى هذه الساعة صفحة غامضة في تاريخ المسلمين، ومجالا خصبا للتكهنات والفرضيات التي لا نعرف عواقبها. والجدير بالذكر أيضاً أن الغزالي صاحب الإحياء، عُرف في أوساط المؤرخين القدماء بأبي حامد الغزالي الصغير، تمييزا له عن أبي حامد الغزالي الكبير، الذي أصر الإمام الذهبي على إنكار وجوده، وعقد السبكي فصلا طويلا في طبقاته للرد عليه، تضمن معلومات مقلقة، وعبارت مبطنة، جديرة بالمراجعة والتحليل. ونعود إلى التعريف بالكتاب فنقول: رتب الغزالي كتاب (الإحياء) على أربعة أقسام: ربع العبادات وربع العادات وربع المهلكات وربع المنجيات، وجعل في كل ربع منها عشرة كتب. وقدم له بمقدمة في العلم، تعتبر من نفائس المقدمات، نشرت في كتاب مفرد (دار النهضة العربية: بيروت 1998). وافتتح (الإحياء) بكتابه الذائع الصيت: (قواعد العقائد) الذي قرأه على النبي (ص) في الرؤيا المشهورة، ويبدو أن كتاب (قواعد العقائد) ألفه في القدس، فاشتهر بالرسالة القدسية، ثم أودعه في مقدمة الإحياء، ووصلنا في نسخ كثيرة مفرداً عن الإحياء. وله شروح كثيرة أيضا، انظر التعريف بها في كتاب د. بدوي (مؤلفات الغزالي) ص89) وفيه (ص98 -112) دليل اشتمل على الإشارة إلى أكثر من مائة نسخة من مخطوطات كتاب الإحياء وأماكن وجودها في مكتبات العالم، وأكثرها غير كاملة. أما طبعات الإحياء فكثيرة جدا فقد طبع في القاهرة وحدها (16) مرة ما بين (1269هـ و1357). ومعظم المؤرخين يذكرون أنه شرع في تأليفه بعد خروجه من بغداد سنة (488هـ) قال الذهبي في تاريخه في حوادث سنة (488) وفيها قدم الغزالي، رحمه اللّه، إلى الشّام متزهداً، وصنف كتاب "الإحياء" وأسمعه بدمشق، وأقام بها سنتين، ثمّ حج، وسار إلى خراسان. وقال ابن الجوزي في المنتظم في حوادث سنة (488هـ) : وفي ذي القعدة: خرج أبو حامد الغزالي من بغداد متوجهاً الى بيت المقدس تاركاً للتدريس في النظامية، زاهداً في ذلك، لابساً خشن الثياب بعد ناعمها، وناب عنه أخوه في التدريس، وعاد في السنة الثالثة من خروجه وقد صنَف كتاب الإحياء فكان يجتمع إليه الخلق الكثير كل يوم في الرباط فيسمعونه منه، ثم حج في سنة تسعين، ثم عاد إلى بلده. وقال في وفيات سنة (505) : وأقام ببيت المقدس ودمشق مدة يطوف المشاهد، وأخذ في تصنيف كتاب الإحياء في القدس، ثم أتمه بدمشق إلّا أنه وضعه على مذهب الصوفية، وترك فيه قانون الفقه ...قال: (وقد جمعت أغلاط الكتاب وسميته "إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء" وأشرت إلى بعض ذلك في كتابي المسمى "بتلبيس إبليس .. وذكر في كتاب الإحياء من الأحاديث الموضوعة وما لا يصح غير قليل، وسبب ذلك قلة معرفته بالنقل، فليته عرض تلك الأحاديث على من يعرف، وإنما نقل نقل حاطب ليل... وكان بعض الناس شغف بكتاب الإحياء فأعلمته بعيوبه، ثم كتبته له فأسقطت ما يصلح إسقاطه. وزدت ما يصلح أن يزاد) يشير ابن الجوزي هنا إلى كتابه (منهاج القاصدين) الذي اختصر به الإحياء. وفي مؤلفات القاضي ابن العربي عن شيخه الغزالي كلام في غاية الأهمية، انظرها في كتاب عمار الطالبي (آراء أبي بكر ابن العربي الكلامية) كقوله نقلا عن (العواصم من القواصم): (ولقيته في بغداد في جمادى الآخرة سنة (490) ...فتفرغ لي بسبب بيناه في كتاب الرحلة، فقرأت عليه جملة من كتبه، وسمعت كتابه الذي سماه (بالإحياء لعلوم الدين) فسألته سؤال مسترشد عن عقيدته ...إلخ (ج2/ ص31) وقولهSad وقد كان أبو حامد تاجا في هامة الليالي، وعقدا في لبة المعالي، حتى أوغل في التصوف، وأكثر معهم التصرف، فخرج على الحقيقة، وحاد في أكثر أحواله عن الطريقة، وجاء بألفاظ لا تطاق، ومعان ليس لها مع الشريعة انتظام ولا اتساق، فكان علماؤنا ببغداد يقولون: لقد أصابت الإسلام فيه عين، فإذا ذكروه جعلوه في حيز العدم، وقرعوا عليه سن الندم، وقاموا على التأسف عليه على قدم...فوا حسرتي عليه أي شخص أفسد من ذاته، وأي علم خلط) (2/ 107) وقوله: (وتالله كنت محتشما له، غير راض عنه، وقد رددت عليه ما أمكن، واحتشمت جانبه فيما تيسر) وكان يسميه (وانشمند) كما ذكر المقري (نفح الطيب/ 2/33) وانظر أيضا ما كتبه عبد المجيد الصغير بعنوان (البعد السياسي في نقد القاضي ابن العربي لتصوف الغزالي) (أبو حامد الغزالي: دراسات في فكره وعصره) نشرة كلية الآداب في الرباط (ص173). وحين وصل كتاب الإحياء إلى المغرب في أوائل سنة (503هـ) = ولا يعرف على وجه الدقة من الذي حمله إليها= تصفحه الفقهاء وعلى رأسهم ابن حمدين قاضي الجماعة وأستاذ القاضي عياض. واتفقوا على فساده، فاستجاب علي بن يوسف بن تاشفين لرأيهم، وأمر بإحراق الكتاب في مسجد قرطبة على الباب الغربي بعد إشباعه زيتا بمحضر الفقهاء وأعيان السكان (ابن القطان /14 والمراكشي/ 124 وابن عذاري 4/59 والزركشي /4 والناصري/75) عن (الطاهر المعموري: الغزالي وعلماء المغرب) فلما زالت دولة المرابطين ، وقام الموحدون وعلى رأسهم ابن تومرت (تلميذ الغزالي فيما يقال) ندب ابن تومرت الناس إلى قراءة كتب الغزالي. قال ابن طملوس في كتابه (المدخل لصناعة المنطق) (ص12): (..ولم يبق في هذه الجهات من لم يغلب عليه حب كتب الغزالي، فصارت قراءتها شرعا ودينا، بعد أن كانت كفرا وزندقة) وكان سبب حملة المالكية عليه هجومه في مقدمة كتابه على كتب الفروع التي كانت عمدة المالكية في ذلك الوقت. أما نقمة الحنابلة على الكتاب، فلكثرة ما أودعه فيه من الحديث الضعيف والموضوع. ونجد ردة فعل الغزالي على موقف مناهضيه في كتابه (الإملاء على مشكل الإحياء) والمسمى أيضا (الأجوبة المسكتة على الأسئلة المبهتة)، طبع مع كتاب (إتحاف السادة) للمرتضى الزبيدي بالقاهرة سنة (1311هـ) وعلى هامش عدة طبعات للإحياء بالقاهرة. وفيه قوله: (سألت يسرك الله لمراتب العلم تصعد مراقيها...عن بعض ما وقع في الإملاء الملقب بالإحياء، مما أشكل على من حُجب فهمُه، وقَصُرَ علمُه، ولم يفز بشيء من الحظوظ الملكية قدحه وسهمُه. وأظهرت التحزن لما شوش به شركاء الطغام وأمثال الأنعام وسفهاء الأحلام وعار أهل الإسلام، حتى طعنوا عليه، ونهوا عن قراءته، وأفتوا بمجرد الهوى باطراحه ومنابذته، ونسبوا ممليه إلى ضلال وإضلال، ونبذوا قراءه ومنتحليه بزيغ في الشريعة واختلال...إلخ ولما أحرق (الإحياء) انتصر للغزالي جماعة يطول ذكرهم، ، ومنهم: أبو الحسن الجذامي المري (ت509هـ) الذي أفتى بوجوب تأديب من أفتى بإحراق كتب الغزالي وتضمينه قيمتها واستكتب على فتواه تواقيع شيوخ (المرية). وممن انتصر له في مراكش أبو محمد الرجراجي الأغماتي (ت قبل 540هـ) وانتصر له في (فاس) أبو الفضل ابن النحوي صاحب القصيدة المنفرجة (ت513هـ
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

احياء  علوم  الدين  //ابى  حامد  الغزالى Empty رد: احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

مُساهمة  نسمة الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 4:20 pm

وانتسخ نسخة من الإحياء في (30) مجلداً، فكان يقرأ كل جزء منه في يوم من رمضان، يقول: وددت لو أني لم أنظر في عمري سواه. وهو صاحب الفتوى المشهورة في الدفاع عن كتاب الإحياء، وقد وصلتنا نسخة منها انظر (مؤلفات الغزالي: ص113). وممن انتصر له من المتأخرين عبد القادر العيدروس (ت 1038) في كتابه (تعريف الأحياء بفضائل الإحياء). طبع على هامش كثير من طبعات الإحياء. انظر حديثه عن سبب تأليفه في كتابه (النور السافر) في الوارق. ومنهم المرتضى الزبيدي (ت1205) صاحب (تاج العروس) في كتابه الضخم (إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين) طبع لأول مرة في فاس سنة (1301هـ) في (13) مجلدا. ثم في القاهرة سنة (1311هـ) في (10) أجزاء. وممن تناوله بالنقد أيضا أبوالحسن ابن سكر في كتابه: (إحياء ميت الأحياء في الرد على كتاب الإحياء) وأحمد بن المنيّر الإسكندري (ت 683هـ) في كتابه: (الضياء المتلالي في تعقب الإحياء للغزالي) ذكره المرتضى (ج1 ص33) وسلطان المغرب محمد بن عبد الله بن إسماعيل الحسني المكناسي (ت1204هـ) في كتابه (الجواهر واللآلي في التنبيه على ما اشتمل عليه الإحياء للغزالي). وأبو بكر الطرطوشي (ت520) في كتابه (الأسرار والعبر) وهو من نوادر ما ألف في الرد على الغزالي، عُثر عليه في إحدى خزائن مراكش عام (1983م) انظر قطعة منه في مقالة الأستاذ المنوني (أبو حامد الغزالي: دراسات في فكره وعصره) نشرة كلية الآداب في الرباط (ص135) وهو غير رسالته المشهورة في نقد الإحياء، والتي بعث بها إلى صديقه عبد الله بن المظفر. ووصلتنا عن طريق نسخة البسيلي (ت830هـ) من تفسير ابن عرفة (ت803هـ) وفي هذه الرسالة قوله: (وأما ما ذكرت من أمر الغزالي، فرأيت الرجل وكلمته، فوجدته رجلا جليلا، من أهل العلم، قد نهضت به فضائله، واجتمع فيه العقل والفهم وممارسة العلوم طول عمره، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له الانصراف عن طريق العلماء، ودخل في غمار العمال ثم تصوف، وهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشياطين، ثم شابها بمرامي الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، وكاد ينسلخ من الدين، ولما عمل كتابه سماه: (إحياء علوم الدين) عمد يتكلم في علوم الأحوال ومرامي الصوفية، وكان غير أنيس بها ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه، ...ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله (ص) ثم شبكه بمذاهب الفلاسفة ومعاني إخوان الصفاء، وهم قوم يرون النبوة اكتسابا...إلخ) قال التاج السبكي في رده على الطرطوشي: (وأما كلام الطرطوشي فمن الدعاوى العارية عن الدلالة... وأما قوله: (وكاد ينسلخ من الدين) فيا لها كلمة وقانا الله شرها ... إلخ) وللشيخ المازري محمد بن علي (ت536هـ) كتاب (الكشف والإنباء عن كتاب الإحياء) لا يزال في عداد الكتب المفقودة، إلا أن السبكي أورد ملخصا له في طبقاته: (4/ 122). وكذا الذهبي في تاريخه، قال: ( وللإمام أبي عبد الله محمد بن علي المازري الصقلي كلام على الإحياء يدل على تبحره وتحقيقه، يقول فيه: وبعد فقد تكررت مكاتبتكم في استعلام مذهبنا في الكتاب المترجم بإحياء علوم الدين، وذكرتم أن آراء الناس فيه اختلفت، فطائفة انتصرت وتعصبت لإشهاره، وطائفة منه حذرت وعنه نفرت، وطائفة لعيبه أظهرت، وكتبه حرقت، ولم تنفردوا أهل المغرب باستعلام ما عندي، بل كاتبني أهل المشرق مثل ذلك، فوجب عندي إبانة الحق. ولم نتقدم إلى قراءة هذا الكتاب سوى نبذ منه. فإن نفس الله العمر، مددت في هذا الكتاب للأنفاس، وأزلت عن القلوب الالتباس. واعلموا أن هذا الرجل، وإن لم أكن قرأت كتابه، فقد رأيت تلامذته وأصحابه، فكل منهم يحكي لي نوعاً من حاله وطريقته، استلوح منها من مذاهبه وسيرته، ما قام لي مقام العيان، فأنا أقتصر في هذا الإملاء على ذكر حال الرجل، وحال كتابه، وذكر جمل من مذاهب الموحدين، والفلاسفة، والمتصوفة وأصحاب الإشارات. فإن كتابه متردد بين هذه الطرائق الثلاث، لا تعدوها، ثم أتبع ذلك بذكر حيل أهيل مذهب على أهل مذهب آخر، ثم أبين عن طرق الغرور، وأكشف عما فيه من خيال الباطل، ليحذر من الوقوع في حبائل صائده). ولابن الألبيري محمد بن خلف الأنصار (ت537هـ) (الأمالي في النقض على الغزالي). وأشار الشعراني في طبقاته (1/ 15) إلى انتقام الله من القاضي عياض بسبب طعنه في الإمام الغزالي، وهو قول القاضي عياض في آخر (الشفاء: ج2 ص267) بعدما نقل كلمة للغزالي: (وقائل هذا كافر بالإجماع) وقوله كما نقله أبو علي الصدفي في معجمه: (والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة ...إلخ). انظر تفصيل ذلك في مقدمة ابن تاويت لترتيب المدارك (ص: ير). أما مختصرات الإحياء فكثيرة يطول عدها، فمما طبع منها: كتاب (منهاج القاصدين) لابن الجوزي. والقسم الثاني من كتاب (مفتاح السعادة) لطاشكبري زاده 0ت962هـ)، اختصر فيه الإحياء. و(خلاصة التصانيف في التصوف) طبع في القاهرة سنة 1327هـ و(إسعاد الأمة فيما جاء به القرآن والسنة) طبع في تونس سنة 1342هـ (والمرشد الأمين إلى موعظة المؤمنين) للشيخ جمال الدين القاسمي، طبع في جزئين في القاهرة سنة 1331هـ. و(كتاب الصدق) طبع في أجرا سنة 1305هـ و(عين العلم وزين الحلم) لمحمد بن عثمان البلخي (ت نحو سنة 800هـ) طبع في بشاور سنة 1279هـ وهو الذي شرحه منلا علي القاري (ت1014هـ) و(صفوة الإحياء) لمحود علي قراعة. طبع في القاهرة سنة 1935م . و(المحجة البيضاء في إحياء الإحياء) لمحمد بن مرتضى محسن الكاشي (ت1106هـ) طبع في قم سنة (1963م) في (4) مجلدات. وانظر في الوراق ما ذكره حاجي خليفة من المختصرات في التعريف بكتاب الإحياء. وأول من اختصره أخوه أبو الفتح الغزالي (ت520هـ) وسماه (لباب الإحياء). وترجمت أقسام منه إلى كثير من اللغات، انظر تفصيل ذلك في كتاب د. بدوي (مؤلفات الغزالي) (ص118) وأول ترجمة له كانت إلى الفارسية، قام بها فريد الدين الخوارزمي قبل عام (633هـ) وترجم إلى الأردية بعنوان (مذاق العارفين) وطبعت هذه الترجمة في لكنو سنة 1331هـ. ومن أشهر ما وضع عليه من الكتب كتاب (تخريج أحاديث الإحياء) للحافظ العراقي (ت806هـ) وهو كتاب ضخم صنفه سنة (751هـ) ثم اختصره سنة (760) في كتاب سماه: (المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار) واستدرك عليه تلميذه الحافظ ابن حجر في مجلد. وذيله ابن قطلوبغا الحنفي (ت879) بكتابه: (تحفة الأحياء فيما فات من تخريج أحاديث الإحياء). وجمع محمود بن محمد الحداد كتابا سماه (تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للعراقي وابن السبكي والزبيدي) يقع في سبعة مجلدات. وللدكاترة زكي مبارك كتاب (الأخلاق عند الغزالي) تناول فيه كتاب الإحياء بأقسى أنواع النقد، وجمع في بعض فصوله مآخذ العلماء عليه. ومن أهم ما صدر حوله: ندوة أكاديمية المملكة المغربية (حلقة وصل بين الشرق والغرب: أبو حامد الغزالي وموسى بن ميمون) وسضم وقائع الندوة المنعقدة في أغادير سنة 1406هـ 1985م) ولأحمد محمد عساف (بغية الطالبين من إحياء علوم الدين) يقع في (470) صفحة. وقامت مؤخراً الأستاذة عبير غندور بنشر مختارات مسموعة في (20) شريطا مسجلا بعنوان (روائع الإحياء).وانظر في ( نشرة كلية الآداب في الرباط) السابق ذكرها (195) حفاوة يهود المغرب وجنوب فرنسا بمؤلفات الغزالي، وإسهاماتهم في ترجمة كتبه. سيما (مقاصد الفلاسفة) و(تهافت الفلاسفة) و(ميزان العمل) و(معيار العلم) و(القسطاس المستقيم) و(مشكاة الأنوار) وغير ذلك. ولم يكن (الإحياء) كتاب الغزالي الوحيد الذي أثار كل هذه الزوابع، فقد كان لكتابه (الوجيز) دوي في كل الأوساط العلمية، ولقي من حفاوة العلماء ما لم يلقه كتاب، ووضعت عليه من الشروح زهاء سبعين شرحاً، وقد قيل كما حكى الزبيدي: (لو كان الغزالي نبيا لكان معجزته الوجيز) أشهر شروحه شرح (العزيز على الوجيز) للإمام الرافعي، وهو الشرح الذي استخرج النووي منه كتاب (روضة الطالبين) المنشور على الوراق، وأخرج ابن الملقن أحاديثه في سبع مجلدات وسماه (البدر المنير). ومن كتبه التي أثارت حوله الشبهات كتاب (كيمياء السعادة والعلوم) و(الاقتصاد في الاعتقاد) و(المضنون به على غير أهله) وليس في وسعنا في هذه البطاقة أن نأتي على التعريف بمؤلفات الغزالي التي تستهلك الأعمار، ونجد في القائمة التي أعدها د. بدوي (457) كتابا تنسب في الكتب وفهارس المكتبات للإمام الغزالي، وهي من(1 حتى 72) كتب اتفق العلماء على صحة نسبتها إليه. ومن (من 73 حتى 95) كتب يدور الشك حول نسبتها إليه. ومن (96 حتى 127) كتب يرجح أنها ليست للغزالي. ومن (128 حتى 224) كتب استخرجت من مؤلفاته ووضعت لها عنوانين جديدة. ومن (225 حتى 273) كتب اتفق على أنها منحولة.ومن (274 حتى 380) كتب مجهولة الهوية. ومن (381 حتى 457) كتب تنسب للغزالي في فهارس المكتبات. وانظر في نوادر النصوص على الوراق: (جناية الغزالي على الفنون والآثار). بقي أن نلفت الانتباه إلى أن الغزالي استوعب في كتابه الإحياء كتابين من أهم مصادر التصوف، وهما (الرسالة) للقشيري، و(قوت القلوب) لأبي طالب المكي، انظر كمثال على ذلك كلام الغزالي عن كتاب الأم للشافعي، في الحق السابع من الباب الثاني من كتاب (آداب الأخوة والإلفة) وهو حق (الوفاء والإخلاص) وقارنه بنص (قوت القلوب) في الفصل (44) من كتاب (الأخوة في الله) وعبارة صاحب القوت: (وأخمل البويطي رحمه اللّه نفسه واعتزل عن الناس بالبويطة ..إلخ). وعبارة الغزالي: ((وآثر البويطي الزهد والخمول ولم يعجبه الجمع والجلوس في الحلقة ..إلخ
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

احياء  علوم  الدين  //ابى  حامد  الغزالى Empty رد: احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

مُساهمة  نسمة الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 4:22 pm

الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله أولاً، حمداً كثيراً متوالياً؛ وإنك ان يتضاءل دون حق جلاله حمد الحامدين.
وأصلي واسلم على رسله ثانياً صلاة تستغرق مع سيد البشر سائر المرسلين.
وأستخيره تعالى ثالثاً فيما انبعث عزمي من تحرير كتاب في إحياء علوم الدين.
وأنتدب لقطع تعجبك رابعاً أيها العاذل المتغالي في العذل من بين زمرة الجاحدين، المسرف في التقريع والإنكار من بين طبقات المنكرين الغافلين؛ فلقد حل عن لساني عقدة الصمت وطوقني عهدة الكلام وقلادة النطق: ما أنت مثابر عليه من العمى عن جلية الحق، مع اللجاج في نصرة الباطل وتحسين الجهل، والتشغيب على من آثر النزوع قليلاً عن مراسم الخلق ومال ميلاً يسيراً عن ملازمة الرسم إلى العمل بمقتضى العلم طمعاً في نيل ما تعبده الله تعالى به من تزكية النفس وإصلاح القلب، وتداركاً لبعض ما فرط من إضاعة العمر يائساً عن تمام حاجتك في الحيرة وانحيازاً عن غمار من قال فيهم صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه "أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله سبحانه بعلمه" ولعمري إنه لا سبب لإصرارك على التكبر إلا الداء الذي عم الجم الغفير بل شمل الجماهير من القصور عن ملاحظة ذروة هذا الأمر والجهل بأن الأمر جد والخطب جد والآخرة مقبلة والدنيا مدبرة والأجل قريب والسفر بعيد والزاد طفيف والخطر عظيم والطريق سد، وما سوى الخالص لوجه الله من العلم والعمل عند الناقد البصير رد وسلوك طريق الآخرة مع كثرة الغوائل من غير دليل ولا رفيق متعب ومكد: فأدله الطريق هم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، وقد شغر منهم الزمان ولم يبق إلا المترسمون وقد استحوذ على أكثرهم الشيطان واستغواهم الطغيان، وأصبح كل واحد بعاجل حظه مشغوفاً، فصار يرى المعروف منكراً والمنكر معروفاً حتى ظل علم الدين مندرساً، ومنار الهدى في أقطار الأرض منطمساً، ولقد خيلوا إلى الخلق أن لا علم إلا فتوى حكومة تستعين به القضاة على فصل الخصام عند تهاوش الطغام، أو جدل يتدرع به طالب المباهاة إلى الغلبة والإفحام أو سجع مزخرف يتوسل به الواعظ إلى استدراج العوام، إذ لم يروا ما سوى هذه الثلاثة مصيدة للحرام وشبكة للحطام.
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

احياء  علوم  الدين  //ابى  حامد  الغزالى Empty رد: احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

مُساهمة  نسمة الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 4:23 pm


فأما علم طريق الآخرة وما درج عليه السلف الصالح مما سماه الله سبحانه في كتابه: فقهاً وحكمة وعلماً وضياء ونوراً وهداية ورشداً، فقد أصبح من بين الخلق مطوياً وصار نسياً منسياً.
ولما كان هذا ثلماً في الدين ملماً وخطباً مدلهماً، رأيت الاشتغال بتحرير هذا الكتاب مهماً، إحياء لعلوم الدين، وكشفاً عن مناهج الأئمة المتقدمين، وإيضاحاً لمباهي العلوم النافعة عند النبيين والسلف الصالحين.
وقد أسسته على أربعة أرباع وهي: ربع العبادات، وربع العادات، وربع المهلكات، وربع المنجيات.
وصدرت الجملة بكتاب العلم لأنه غاية المهم لأكشف أولاً عن العلم الذي تعبد الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم الأعيان بطلبه، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم" وأميز فيه العلم النافع من الضار، إذ قال صلى الله عليه وسلم "نعوذ بالله من علم لا ينفع" وأحقق ميل أهل العصر عن شاكلة الصواب، وانخداعهم بلامع السراب، واقتناعهم من العلوم بالقشر عن اللباب.
ويشتمل ربع العبادات على عشرة كتب: كتاب العلم، وكتاب قواعد العقائد، وكتاب أسرار الطهارة، وكتاب أسرار الصلاة، وكتاب أسرار الزكاة، وكتاب أسرار الصيام، وكتاب أسرار الحج، وكتاب آداب تلاوة القرآن، وكتاب الأذكار والدعوات، وكتاب ترتيب الأوراد في الأوقات.
وأما ربع العادات فيشتمل على عشرة كتب: كتاب آداب الأكل، وكتاب آداب النكاح، وكتاب أحكام الكسب، وكتاب الحلال والحرام، وكتاب آداب الصحبة والمعاشرة مع أصناف الخلق، وكتاب العزلة، وكتاب آداب السفر، وكتاب السماع والوجد، وكتاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وكتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة.
وأما ربع المهلكات فيشتمل على عشرة كتب: كتاب شرح عجائب القلب، وكتاب رياضة النفس، وكتاب آفات الشهوتين: شهوة البطن وشهوة الفرج، وكتاب آفات اللسان، وكتاب آفات الغضب والحقد والحسد، وكتاب ذم الدنيا، وكتاب ذم المال والبخل، وكتاب ذم الجاه والرياء، وكتاب ذم الكبر والعجب، وكتاب ذم الغرور.
وأما ربع المنجيات فيشتمل على عشرة كتب: كتاب التوبة، وكتاب الصبر والشكر، وكتاب الخوف والرجاء، وكتاب الفقر والزهد، وكتاب التوحيد والتوكل، وكتاب المحبة والشوق والأنس والرضا، وكتاب النية والصدق والإخلاص، وكتاب المراقبة والمحاسبة، وكتاب التفكر، وكتاب ذكر الموت.

فأما ربع العبادات فأذكر فيه من خفايا آدابها ودقائق سننها وأسرار معانيها ما يضطر العالم العامل إليه، بل لا يكون من علماء الآخرة من لا يطلع عليه، وأكثر ذلك مما أهمل في فن الفقهيات.
وأما ربع العادات فأذكر فيه أسرار المعاملات الجارية بين الخلق وأغوارها ودقائق سننها وخفايا الورع في مجاريها وهي مما لا يستغني عنها متدين.
وأما ربع المهلكات فأذكر فيه كل خلق مذموم ورد القرآن بإماطته وتزكية النفس عنه وتطيهر القلب منه، وأذكر من كل واحد من تلك الأخلاق حده وحقيقته، ثم أذكر سببه الذي منه يتولد، ثم الآفات التي عليها تترتب ثم العلامات التي بها تتعرف، ثم طرق المعالجة التي بها منها يتخلص، كل ذلك مقروناً بشواهد الآيات والأخبار والآثار.
وأما ربع المنجيات فأذكر فيه كل خلق محمود وخصلة مرغوب فيها من خصال المقربين والصديقين التي بها يتقرب العبد من رب العالمين وأذكر في كل خصلة حدها وحقيقتها وسببها الذي به تجتلب وثمرتها التي منها تستفاد وعلامتها التي بها تتعرف وفضيلتها التي لأجلها فيها يرغب مع ما ورد فيها من شواهد الشرع والعقل؛ ولقد صنف الناس في بعض هذه المعاني كتباً، ولكن يتميز هذا الكتاب عنها بخمسة أمور الأول حل ما عقدوه وكشف ما أجملوه الثاني ترتيب ما بددوه ونظم ما فرقوه الثالث إيجاز ما طولوه وضبط ما قرروه الرابع حذف ما كرروه وإثبات ما حرروه الخامس تحقيق أمور غامضة اعتاصت على الأفهام لم يتعرض لها في الكتب أصلاً إذ الكل وإن تواردوا على منهج واحد فلا مستنكر أن يتفرد كل واحد من السالكين بالتنبيه لأمر يخصه ويغفل عنه رفقاؤه، أو لا يغفل عن التنبيه ولكن يسهو عن إيراده في الكتب، أو لا يسهو ولك يصرفه عن كشف الغطاء عنه صارف؛ فهذه خواص هذا الكتاب مع كونه حاوياً لمجامع هذه العلوم.
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

احياء  علوم  الدين  //ابى  حامد  الغزالى Empty رد: احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

مُساهمة  نسمة الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 4:23 pm

وإنما حملني على تأسيس هذا الكتاب على أربعة أرباع أمران: أحدهما - وهو الباعث الأصلي - أن هذا الترتيب في التحقيق والتفهيم كالضرورة لأن العلم الذي يتوجه به إلى الآخرة ينقسم إلى علم المعاملة وعلم المكاشفة، وأعني بعلم المكاشفة ما يطلب منه كشف المعلوم فقط، وأعني بعلم المعاملة ما يطلب منه مع الكشف العمل به والمقصود من هذا الكتاب علم المعاملة فقط دون علم المكاشفة التي لا رخصة في إيداعها الكتب وإن كانت هي غاية مقصد الطالبين ومطمع نظر الصديقين، وعلم المعاملة طريق إليه ولكن لم يتكلم الأنبياء صلوات الله عليهم مع الخلق إلا في علم الطريق والإرشاد إليه. وأما علم المكاشفة فلم يتكلموا فيه إلا بالرمز والإيماء على سبيل التمثيل والإجمال، علماً منهم بقصور أفهام الخلق عن الاحتمال - والعلماء ورثة الأنبياء - فما لهم سبيل إلى العدول عن نهج التأسي والاقتداء ثم إن علم المعاملة ينقسم إلى علم ظاهر، أعني العلم بأعمال الجوارح - وإلى علم باطن - أعني العلم بأعمال القلوب والجاري على الجوارح إما عادة وإما عبادة، والوارد على القلوب التي هي بحكم الاحتجاب عن الحواس من عالم الملكوت إما محمود وإما مذموم فبالواجب انقسم هذا العلم إلى شطرين ظاهر وباطن والشطر الظاهر المتعلق بالجوارح انقسم إلى عادة وعبادة، والشطر اباطن المتعلق بأحوال القلب وأخلاق النفس انقسم إلى مذموم ومحمود، فكان المجموع أربعة أقسام ولا يشذ نظر في علم المعاملة عن هذه الأقسام. الباعث الثاني. أني رأيت الرغبة من طلبة العلم صادقة في الفقه الذي صلح عند من لا يخاف الله سبحانه وتعالى المتدرع به إلى المباهاة والاستظهار بجاهه ومنزلته في المنافسات وهو مرتب على أربعة أرباع والمتزيي بزي المحبوب محبوب فلم أبعد أن يكون تصوير الكتاب بصورة الفقه تلطفاً في استدراج القلوب ولهذا تلطف بعض من رام استمالة قلوب الرؤساء إلى الطب فوضعه على هيئة تقويم النجوم موضوعاً في الجداول والرقوم وسماه تقويم الصحة ليكون أنسهم بذلك الجنس جاذباً لهم إلى المطالعة والتلطف في اجتذاب القلوب ولهذا تلطف بعض من رام استمالة قلوب الرؤساء إلى الطب فوضعه على هيئة تقويم النجوم موضوعاً في الجداول والرقوم وسماه تقويم الصحة ليكون أنسهم بذلك الجنس جاذباً لهم إلى المطالعة والتلطف في اجتذاب القلوب إلى العلم الذي يفيد حياة الأبد أهم من التلطف في اجتذابها إلى الطب الذي لا يفيد إلا صحة الجسد، فثمرة هذا العلم طب القلوب والأرواح المتوصل به إلى حياة تدوم أبد الآباد، فأين منه الطب الذي يعالج به الأجساد وهي معرضة بالضرورة للفساد في أقرب الآماد? فنسأل الله سبحانه التوفيق للرشاد والسداد، إنه كريم جواد.
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

احياء  علوم  الدين  //ابى  حامد  الغزالى Empty رد: احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

مُساهمة  نسمة الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 4:25 pm

كتاب العلم
وفيه سبعة أبواب
الباب الأول في فضل العلم والتعليم والتعلم الباب الثاني في فرض العين وفرض الكفاية من العلوم وبيان حد الفقه والكلام من علم الدين وبيان علم الآخرة وعلم الدنيا الباب الثالث فيما تعده العامة من علوم الدين وليس منه، وفيه بيان جنس العلم المذموم وقدره الباب الرابع في آفات المناظرة وسبب اشتغال الناس بالخلاف والجدل الباب الخامس في آداب المعلم والمتعلم الباب السادس في آفات العلم والعلماء والعلامات الفارقة بين علماء الدنيا والآخرة الباب السابع في العقل وفضله وأقسامه وما جاء فيه من الأخبار.

الباب الأول
في فضل العلم والتعليم والتعلم
وشواهده من النقل والعقل
فضيلة العلم
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

احياء  علوم  الدين  //ابى  حامد  الغزالى Empty رد: احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

مُساهمة  نسمة الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 4:26 pm

شواهدها من القرآن قوله عز وجل "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط" فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم؛ وناهيك بهذا شرفاً وفضلاً وجلاء ونبلاً. وقال الله تعالى "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" قال ابن عبس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام. وقال عز وجل "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" وقال تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء" وقال تعالى "قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب" وقال تعالى "قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به" تنبيهاً على أنه اقتدر بقوة العلم. وقال عز وجل "وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً" بين أن عظم قدر الآخرة يعلم بالعلم. وقال تعالى "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون" وقال تعالى "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" رد حكمه في الوقائع إلى استنباطهم وألحق رتبتهم برتبة الأنبياء في كشف حكم الله. وقيل في قوله تعالى "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سواءتكم - يعني العلم - وريشاً - يعني اليقين - ولباس التقوى" يعني الحياء. وقال عز وجل "ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم" وقال تعالى "فلنقصن عليهم بلعم" وقال عز وجل "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" وقال تعالى "خلق الإنسان علمه البيان" وإنما ذكر في معرض الامتنان. وأما الأخبار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ويلهمه رشده" وقال صلى الله عليه وسلم "العلماء ورثة الأنبياء"، ومعلوم أنه لا رتبة فوق النبوة ولا شرف فوق شرف الوراثة لتلك الرتبة. وقال صلى الله عليه وسلم "يستغفر للعالم ما في السموات والأرض وأي منصب يزيد على منصب من تشتغل ملائكة السموات والأرض بالاستغفار له. وقال صلى الله عليه وسلم "إن الحكمة تزيد الشريف شرفاً وترفع المملوك حتى يدرك مدارك الملوك" وقد نبه بهذا على ثمراته في الدنيا، ومعلوم أن الآخرة خير وأبقى. وقال صلى الله عليه وسلم "خصلتان لا يكونان في منافق: حسن سمت وفقه في الدين" ولا تشكن في الحديث لنفاق بعض فقهاء الزمان، فإنه ما أراد به الفقه الذي ظننته، وسيأتي معنى الفقه. وأدنى درجات الفقيه أن يعلم أن الآخرة خير من الدنيا، وهذه المعرفة إذا صدقت وغلبت عليه برىء بها من النفاق والرياء.
وقال صلى الله عليه وسلم "أفضل الناس المؤمن العالم الذي إن احتيج إليه نفع وإن استغني عنه أغنى نفسه" وقال صلى الله عليه وسلم "الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم" وقال صلى الله عليه وسلم "أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد: أما أهل العلم فدلوا الناس على ما جاءت به الرسل، وأما أهل الجهاد فجاهدوا بأسيافهم على ما جاءت به الرسل". وقال صلى الله عليه وسلم "لموت قبيلة أيسر من موت عالم" وقال عليه الصلاة والسلام "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" وقال صلى الله عليه وسلم "يوزن يوم القيامة مداد العلماء بدم الشهداء" وقال صلى الله عليه وسلم "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من السنة حتى يؤديها إليهم كنت له شفيعاً وشهيداً يوم القيامة" وقال صلى الله عليه وسلم "من حمل من أمتي أربعين حديثاً لقي الله عز وجل يوم القيامة فقيهاً عالماً" وقال صلى الله عليه وسلم "من تفقه في دين الله عز وجل كفاه الله تعالى ما أهمه ورزقه من حيث لا يحتسب" وقال صلى الله عليه وسلم "أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام: يا إبراهيم إني عليم أحب كل عليم" وقال صلى الله عليه وسلم "العالم أمين الله سبحانه في الأرض" وقال صلى الله عليه وسلم "صنفان من أمتي إذا صلحوا صلح الناس وإذا فسدوا فسد الناس: الأمراء والفقهاء" وقال عليه السلام "إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علماً يقربني إلى الله عز وجل فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم، وقال صلى الله عليه وسلم في تفضيل العلم على العبادة والشهادة "فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي" فانظر كيف جعل العلم مقارناً لدرجة النبوة وكيف حط رتبة العمل المجرد عن العلم وإن كان العابد لا يخلو عن علم بالعبادة التي يواظب عليها ولولاه لم تكن عبادة? وقال صلى الله عليه وسلم "فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" وقال صلى الله عليه وسلم "يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء" فأعظم بمرتبة هي تلو النبوة وفوق الشه ادة مع ما ورد في فضل الشهادة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما عبد الله تعالى بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه" وقال صلى الله عليه وسلم "خير دينكم أيسره وخير العبادة الفقه" وقال صلى الله عليه وسلم "فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد بسبعين درجة" وقال صلى الله عليه وسلم "إنكم أصبحتم في زمن كثير فقهاؤه قليل قراؤه وخطباؤه قليل سائلوه كثير معطوه، العمل فيه خير من العلم. وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه قليل معطوه كثير سائلوه والعلم فيه خير من العمل" وقال صلى الله عليه وسلم " بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنة" وقيل: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل? فقال "العلم بالله عز وجل" فقيل: أي العلم تريد? قال صلى الله عليه وسلم "العلم بالله سبحانه" فقيل له: نسأل عن العمل وتجيب عن العلم! فقال صلى الله عليه وسلم "إن قليل العمل ينفع مع العلم بالله، وإن كثير العمل لا ينفع مع الجهل بالله" وقال صلى الله عليه وسلم "يبعث الله سبحانه العباد يوم القيامة ثم يبعث العلماء ثم يقول: يا معشر العلماء، إني لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم" نسأل الله حسن الخاتمة. وأما الآثار فقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل: يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو بالإنفاق. وقال علي أيضاً رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه وقال رضي الله عنه نظماً: ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرىء ماكان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً بـه أبـداً الناس موتى وأهل العلم أحياء
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

احياء  علوم  الدين  //ابى  حامد  الغزالى Empty رد: احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

مُساهمة  نسمة الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 4:27 pm


وقال أبو الأسود: ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك وقال ابن عباس رضي الله عنهما: خير سليمان بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي المال والملك معه، وسئل ابن المبارك: من الناس? فقال: العلماء. قيل: فمن الملوك? قال: الزهاد. قيل: فمن السفلة? قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين ولم يجعل غير العالم من الناس لأن الخاصية التي يتميز بها الناس عن سائر البهائم هو العلم؛ فالإنسان إنسان بما هو شريف لأجله، وليس ذلك بقوة شخصه، فإن الجمل أقوى منه، ولا بعظمه فإن الفيل أعظم منه، ولا بشجاعته فإن السبع أشجع منه، ولا بأكله فإن الثور أوسع بطناً منه، ولا ليجامع فإن أخس العصافير أقوى على السفاد منه، بل لم يخلق إلا للعلم. وقال بعض العلماء: ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم، وأي شيء فاته من أدرك العلم. وقال عليه الصلاة والسلام "من أوتي القرآن فرأى أن أحداً أوتي خيراً منه فقد حقر ما عظم الله تعالى" وقال فتح الموصلي رحمه الله: أليس المريض إذا منع الطعام والشراب والدواء يموت? قالوا: بلى قال: كذلك القلب إذا منع عنه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت. ولقد صدق فإن غذاء القلب العلم والحكمة وبهما حياته، كما أن غذاء الجسم الطعام، ومن فقد العلم فقلبه مريض وموته لازم ولكنه لا يشعر به؛ إذ حب الدنيا وشغله بها أبطل إحساسه؛ كما أن غلبة الخوف قد تبطل ألم الجراح في الحال وإن كان واقعاً؛ فإذا حط الموت عنه أعباء الدنيا أحس بهلاكه وتحسر تحسراً عظيماً ثم لا ينفعه وذلك كإحساس الآمن خوفه والمفيق من سكره بما أصابه من الجراحات في حالة السكر أو الخوف، فنعوذ بالله من يوم كشف الغطاء فإن الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. وقال الحسن رحمه الله: يوزن مداد العلماء بدم الشهداء فيرجح مداد العلماء بدم الشهداء. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: عليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه موت رواته، فوالذي نفسي بيده ليودن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم، فإن أحداً لم يولد عالماً وإنما العلم بالتعلم. وقال ابن عباس رضي الله عنها: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها، وكذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه وأحمد بن حنبل رحمه الله. وقال الحسن في قوله تعالى "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة" إن الحسنة في الدنيا هي العلم والعبادة، وفي الآخرة هي الجنة. وقيل لبعض الحكماء: إن الأشياء تقتنى? قال: الأشياء التي إذا غرقت سفينتك سبحت معك، يعني العلم وقيل. أراد بغرف السفينة هلاك بدنه بالموت. وقال بعضهم: من اتخذ الحكمة لجاماً اتخذه الناس إماماً، ومن عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار. وقال الشافعي رحمة الله عليه: من شرف للعلم أن كل من نسب إليه ولو في شيء حقير فرح، ومن رفع عنه حزن. وقال عمر رضي الله عنه: يا أيها الناس عليكم بالعلم فإن لله سبحانه رداء يحبه، فمن طلب باباً من العلم رداه الله عز وجل بردائه، فإن أذنب ذنباً استعتبه ثلاث مرات لئلا يسلبه رداءه ذلك وإن تطاول يه ذلك الذنب حتى يموت. وقال الأحنف رحمه الله: كاد العلماء أن يكونوا أرباباً وكل عز لم يوطد بعلم فإلى ذل مصيره.
وقال سالم بن أبي الجعد: اشتراني مولاي بثلثمائة درهم وأعتقني، فقلت بأي شيء أحترف? فاحترفت بالعلم فما تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائراً فلم آذن له. وقال الزبير بن أبي بكر: كتب إلي أبي بالعراق: عليك بالعلم فإنك إن افتقرت كان لك مالاً، وإن استغنيت كان لك جمالاً. وحكى ذلك في وصايا لقمان لابنه قال: يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء. وقال بعض الحكماء: إذا مات العالم بكاه الحوت في الماء والطير في الهواء ويفقد وجهه ولا ينسى ذكره. وقال الزهري رحمه الله: العلم ذكر ولا تحبه إلا ذكران الرجال.
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

احياء  علوم  الدين  //ابى  حامد  الغزالى Empty رد: احياء علوم الدين //ابى حامد الغزالى

مُساهمة  نسمة الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 4:28 pm

فضيلة العلم




أما الآيات فقوله تعالى "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين" وقوله عز وجل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" أما الأخبار فقوله صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة" وقال صلى الله عليه وسلم "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يصنع" وقال صلى الله عليه وسلم "لأن تغدو فتتعلم باباً من العلم خير من أن تصلي مائة ركعة" وقال صلى الله عليه وسلم "باب من العلم يتعلمه الرجل خير له من الدنيا وما فيها" وقال صلى الله عليه وسلم "اطلبوا العلم ولو بالصين" وقال صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم" وقال عليه الصلاة والسلام "العلم خزائن مفاتيحها السؤال، ألا فاسألوا فإنه يؤجر فيه أربعة. السائل والعالم والمستمع والمحب لهم" وقال صلى الله عليه وسلم "لا ينبغي للجاهل أن يسكت على جهله ولا للعالم أن يسكت على علمه" وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه "حضور مجلس عالم أفضل من صلاة ألف ركعة وعيادة ألف مريض وشهود ألف جنازة" فقيل يا رسول الله، ومن قراءة القرآن? فقال صلى الله عليه وسلم "وهل ينفع القرآن إلا بالعلم?" وقال عليه الصلاة والسلام "من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام فبينه وبين الأنبياء في الجنة درجة واحدة" وأما الآثار فقال ابن عباس رضي الله عنها ذللت طالباً فعززت مطلوباً. وكذلك قال ابن أبي مليكة رحمه الله: ما رأيت مثل ابن عباس، إذا رأيته رايت أحسن الناس وجهاً. وإذا تكلم فأعرب الناس لساناً وإذا أفتى فأكثر الناس علماً. وقال ابن المبارك رحمه الله: عجبت لمن لم يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة? وقال بعض الحكماء: إني لا أرحم رجالاً كرحمتي لأحد رجلين: رجل يطلب العلم ولا يفهم، ورجل يفهم العلم ولا يطلبه. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لأن أتعلم مسألة أحب إلي من قيام ليلة. وقال أيضاً: كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن الرابع فتهلك. وقال عطاء: مجلس علم يكفر سبعين مجلساً من مجالس اللهو. وقال عمر رضي الله عنه: موت ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه. وقال الشافعي رضي الله عنه: طلب العلم أفضل من النافلة. وقال ابن عبد الحكم رحمه الله: كنت عند مالك أقرأ عليه العلم فدخل الظهر فجمعت الكتب لأصلي فقال: يا هذا ما الذي قمت إليه بأفضل مما كنت فيه إذا صحت النية. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: من رأى أن الغدو إلى طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيه وعقله.
نسمة
نسمة
Admin

المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى